تسبب خطأ وقعت فيه قناة "النيل الدولية" التابعة للتلفزيون الرسمي للدولة، بإذاعة فيلم تسجيلي عن "إنجازات الرئيس المعزول محمد مرسي"، في فتح ملف "أخونة التلفزيون"، وثارت أقاويل عن زرع جماعة الإخوان "الإرهابية" أعضاء سريين تابعين لها في "ماسبيرو"، لإثارة البلبلة، وتعطيل العملية السياسية و"خارطة الطريق".

الخطأ الأخير ـ ومع فداحته ـ دفع وزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين، إلى طلب قائمة بأسماء العاملين في كل قناة وشبكة إذاعية، وكلفت رؤساء قطاعات التلفزيون، والقنوات المتخصصة، والإذاعة، والأخبار، بإعداد قائمة بأسماء المنتمين لـ"الاخوان" أو المؤيدين لهم، إضافة إلي قائمة بأسماء الذين ظهروا منهم في اعتصامي "النهضة" و"رابعة"، اللذين فضتهما الشرطة بالقوة بعد 40 يوما، للتأكد هل الأخطاء التي حدثت مقصودة أم عفوية.

وطلبت الوزيرة تقارير المتابعة الخاصة ببرامج المذيعين المعروفين بانتمائهم لـ"الإخوان"، أو الذين كانوا مقربين من صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام الإخواني السابق.

وشهد مبنى التلفزيون خلال حكم الإخوان شدا وجذبا، إذ حاول أنصار النظام السابق تعيين المؤيدين للجماعة، الأمر الذي دفع بالعديد من المذيعين والمذيعات لفضح تلك المخططات علانية، فمنهم من استقال على الهواء مباشرة؛ اعتراضا على محاولات أخونة التلفزيون، وكان أبرز من سلك هذا الاتجاه الإعلامي جمال الشاعر، احتجاجا على فرض رؤسائه عليه الاستعانة بضيوف تابعين وموالين للجماعة، وإهمال فئات أخرى.

من جهته، أكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم، أن "جماعة الإخوان فشلت في أخونة التلفزيون، إذ حالت ثورة الشعب في 30 يونيو دون تنفيذ هذا المخطط، برغم سيرها في تنفيذه بخطى ثابتة ودؤوبة"، لافتا إلى أن الجماعة خدعت المصريين من خلال السماح للمذيعات بارتداء الحجاب، ولكن سرعان ما ظهر وجهها القبيح.

أما الدكتورة عزة هيكل فقالت "عندما عين وزير الإعلام الإخواني عبدالمقصود، ادعى بأنه خلع عباءة الجماعة على بوابة المبنى، ولكن تصرفاته كانت دائما عكس ذلك، إذ حاول توظيف التلفزيون الرسمي ليس لصالح الوطن، ولكن لصالح الجماعة، واوجه ذلك بمعارضة شديدة، إذ شهد هذا العام العديد من الوقفات الاحتجاجية".

من جهتها، قالت الناقدة الفنية نهى جاد، إن وزير الإعلام السابق أعلن الحرب على القنوات الفضائية الخاصة، واتهمها بأنها تتلقى أموالا من الخارج، وأن نفقاتها أكبر من إيراداتها، وأغلق القنوات التعليمية التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون؛ لخدمة رجال أعمال أصحاب مدارس خاصة من الإخوان، كما جعل من "ماسبيرو" منصة إعلامية لخدمة أهداف جماعة الإخوان والأحزاب الموالية لها".

وأكدت أن ذلك كان من الأسباب الرئيسة في زوال حكم الإخوان، على يد ثورة الشعب في 30 يونيو، التي ساندها ودعمها الجيش.