أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة نظمها أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية. وقالت مصادر أمنية إن العشرات من مؤيدي "المحظورة" تجمعوا بمنطقة السيوف، ورددوا هتافات مناوئة للقوات المسلحة، مما دفع الأهالي للتصدي لهم والاشتباك معهم.

وكان أنصار الجماعة قد انطلقوا بمسيرة بعد صلاة الجمعة، ضمن ما يطلق عليه "أسبوع التصعيد الثوري"، داعين للنزول والمشاركة بذكرى ثورة 25 يناير. وفي المقابل، احتفل مؤيدو الفريق أول عبدالفتاح السيسي بعد صلاة الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل في الإسكندرية، بالدستور والموافقة عليه، وحيوا الجيش المصري ووزارة الداخلية والقضاء على دورهم في عملية الاستفتاء وتأمين المواطنين.

وقال مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد، إن قوات الأمن ألقت القبض على 15 من الإخوان بمناطق الدخيلة والورديان، والسيوف، وعثر بحيازتهم على علمين لتنظيم القاعدة، وسلاح ناري وذخيرة.

إلى ذلك، أكملت قوات الجيش المصري أمس، تدمير 8 أنفاق تهريب بمدينة رفح، كما ضبطت عربة و61 جهاز استقبال و3 دراجات بخارية وكميات من قطع الغيار المعدة للتهريب عبر الأنفاق. وقال الجيش، في بيان رسمي "إجمالي الأنفاق المكتشفة منذ الأول من يناير 2013 حتى الآن وصل 1115 نفقا عبر الحدود، فضلا عن إحباط محاولة للتنقيب عن الذهب وضبط 2 لودر و3 أجهزة للكشف عن المعادن".

من جهة أخرى، استمرت المؤسسات والتنظيمات الشعبية في حشد الدعم لحملة ترشيح وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة. وفي هذا الصدد قال عضو مجلس الشعب السابق والمتحدث باسم جبهة "مصر بلدي" مصطفى بكري "مصر الآن تنقسم إلى معسكرين، الأول هو المعسكر الوطني، والآخر هو معسكر الذين لا يهتمون بمصلحة الوطن. والقرار المصري شأن داخلي لا علاقة للولايات المتحدة به، ولا يجب الاهتمام بردود الأفعال الخارجية، وعلى السيسي أن يدرك أنه ليس ملك نفسه، وأن عليه الاستمرار في معركته ضد الإرهاب". وأضاف في تصريحات إلى"الوطن"، "الإخوان رفضوا المشاركة في الاستفتاء على الدستور؛ لأن التنظيم الدولي حذر من تغيير مكتب الإرشاد في حال مرور الاستفتاء، والحديث عن عدم مشاركة الشباب مجرد إشاعة تداولها الإخوان من أجل إقناع التنظيم الدولي بأن الاستفتاء به مشكلات". وحذر بكري جماعة الإخوان من التظاهر في 25 يناير، مضيفا أنهم "سيواجهون غضب الشعب، وستكون نكستهم الأخيرة، خاصة وأن الشعب المصري سيحتشد في الشوارع في هذا اليوم من أجل مطالبة السيسي بالترشح للرئاسة واحتفالا بالدستور الجديد".

بدوره، قال عبدالحكيم، نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر "لا توجد أي قيادة مدنية لها نفس شعبية أو قدرة السيسي على إدارة المرحلة الحالية، فمصر الآن وراء رجل واحد سوف يقودها للأمام، فإذا كان هناك اتفاق عليه بنسبة 70% فعلى الباقين أن يتحدوا حول رئيس مدني لتكوين معارضة حقيقية، فالسيسي هو الشخص الوحيد القادر على عودة مصر لحلمها كدولة مدنية حديثة، فلا قيمة للديموقراطية بلا تنمية اقتصادية حقيقية كما يكفلها الدستور، فهو القادر على تحمل مسؤولية مصر في هذه الفترة الحرجة".

من جانبه، قال القيادي بحملة "كمل جميلك" ناصر الواش، على هامش المؤتمر الذي نظمته الحملة أمس، "المرحلة الحالية التي تمر بها مصر الآن، تجعلها في حاجة ماسة لترشيح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة بعد أن تصاعدت المطالب الشعبية لترشيحه بعد الإقبال الشديد من المصريين على المشاركة في الاستفتاء على الدستور".

في المقابل، قال رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة الفريق سامي عنان، "الزعماء من طراز عبدالناصر ليسوا قابلين للاستنساخ"، مضيفا، في بيان له بمناسبة ذكرى ميلاد عبدالناصر حصلت "الوطن" على نسخة منه، "عبدالناصر كان زعيما عملاقا، انتصر للفقراء والمهمشين من أبناء شعبه، وتفاعل مع معطيات العصر ومتغيراته، وتبوأ مكانة مرموقة مردها إلى مكانة مصر من ناحية، وقدراته الفردية من ناحية أخرى، وأروع ما في عبد الناصر أنه من طراز نادر لا يتكرر ولا يخبو حضوره أو يتراجع، بانتمائه الوطني الأصيل، واستقلالية قراره واجتهاده من أجل تحديث مصر عبر آليات التعليم والتصنيع والنهضة الاقتصادية، والزعماء من طرازه ليسوا قابلين للاستنساخ، فلكل عصر رجاله ورموزه وقيمه، ولكل مرحلة متطلباتها وقوانينها وتحدياتها".

وفي شأن متصل، سقط قتيلان في مواجهات بين قوات الأمن المصرية وأنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي، إذ قتل شاب في الثالثة والعشرين خلال صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في الفيوم، على بعد 100 كلم جنوب القاهرة، وأصيب 3 بطلقات الخرطوش، كما توفي شخص في القاهرة حسب وزارة الصحة. واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع؛ لتفريق المتظاهرين في مدن عدة، كما أفاد مسؤولون في الشرطة، كما أطلق المتظاهرون الألعاب النارية على الشرطة، التي أطلق أحد أفرادها النار باتجاه المتظاهرين.