ليس أجمل من أن يكون ختام موسم نادي الاتحاد بالفوز العريض على الشباب والتأهل لدور الثمانية لدوري أبطال آسيا بعد مشاكل طاحنة على مدار الموسم بصنع الإدارات المتعاقبة وأعضاء الشرف.

ولكن اللاعبين والمدرب كانوا بمنأى عن هذه المشاكل التي ما زال رمادها يعيد الصراعات للواجهة بين فترة وأخرى.

وآخر التدخلات الشرفة المعيبة، تصريح لعبدالإله ساعاتي مشككا في القروني بقبوله الدعوة لوليمة خالد البلطان رئيس نادي الشباب قبل مباراة الإياب، مما أثار شكوكا ولغطا، فجاء الرد بالتأهل مثلما صرح رئيس الاتحاد إبراهيم البلوي، والأيام حبلى بمزيد في هذا الشأن.

وحين تم استعارة القروني من الاتحاد السعودي لكرة القدم، قلت في هذه الزاوية إنه مدرب شجاع قبل المهمة في أسوأ الظروف وأصعبها، وسيكون النجاح حليفه – بعد توفيق الله - بالثقة والعمل الدؤوب، ولا سيما أنه على دراية باللاعبين الذين جلهم من الشباب وممن لعبوا تحت إشرافه في المنتخبات السنية.

ويحسب لصاحب القرار إبراهيم البلوي الذي جاء رئيسا في منعطف خطر وحساس، وأبعد الأوروجوياني (فيرسيري) وتعاقد مع القروني الذي له نجاحات سابقة سواء مع الاتحاد أو أندية أخرى والمنتخبات.

وجاءت نهاية الموسم سعيدة لجميع الاتحاديين بهذا التأهل الآسيوي، بعد أن خسر في نصف النهائي من جاره الأهلي في كأس خادم الحرمين الشريفين (كأس الملك) بمستوى جيد وكفاح وندية، ورمى بثقله في آسيا فتأهل عن مجموعته ثانيا مع العين ومن ثم تجاوز مواطنه الشباب ذهابا وإيابا، فاتحا آفاق أهم بطولة لأي فريق في القارة الصفراء طمعا في المثول ضمن أندية المونديال.

ومن هنا ننطلق إلى ما هو أهم في الصيف بالاستعداد مبكرا ليس بالمعسكرات والمباريات الودية فحسب بل بجلب أفضل الأجانب ليكونوا دعامة مؤثرة لهذا الفريق المكتظ بالواعدين والمواهب في مختلف المراكز بما فيها الحراسة.

أجاد القروني توظيف اللاعبين الشبان دون أجانب أو بلاعب أو لاعبين في حدود ضيقة دون تأثير لافت، وتجاوب اللاعبون مع منهجية وأسلوب المدرب الوطني المتمرس الذي وضع لنفسه بصمة جديدة مع عميد الأندية.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستمر القروني أم يعود لاتحاد القدم؟

هذا متروك لإدارة النادي والمدرب لا سيما أن اتحاد القدم كلف مدربا آخر للمنتخب الأولمبي بعد لغط وجدل وتصريحات متضادة بين القروني وبعض منسوبي اتحاد القدم بعد مرور أسبوع على تدريبه الاتحاد، والأكيد أن في استمراره فوائد كثيرة، بشرط التعاقد مع لاعبين أجانب بقيمة فنية عالية، لتعزيز عوامل النجاح ورفع مستوى الاستقرار. أما إذا رأى أحد الطرفين عدم الاستمرار فإن إدارة النادي ستتعب طويلا في اختيار المدرب الأنسب.

والأكيد أن طموحات الاتحاديين تلامس استعادة لقب كأس آسيا واللعب في مونديال الأندية، خصوصا أن أمام الفريق مرحلتين في غرب القارة للانتقال للمباراة النهائية مع المتأهل من شرق القارة، والوقت فيه متسع لغربلة العمل بشمولية.

كما أن منصور البلوي الرئيس الأسبق والأشهر أعلن منذ تولي أخيه إبراهيم تقديم ميزانية مفتوحة وزاد الآن بتكفله باللاعبين الأجانب وهو الذي لديه الخبرة الكافية بنجاحات ذهبية.

الجماهير الاتحادية هي عصب النجاح والتحفيز ولم تبخل أبدا بل كانت الداعم الأول، ولكن الإدارة مقبلة على مرحلة جديدة بعد (حل) المجلس السابق باستثناء الرئيس، حيث واكب ذلك حراك شرفي مناهض في ظل عدم وصول خطاب رسمي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب يوثق (البيان الإعلامي)، وبالتأكيد ستأخذ هذه القضية حيزا كبيرا في قادم الأيام، مع أمنياتنا بالاستقرار لمصلحة عميد الأندية.