"أعضاء مجلس الشورى يوسِعون وزارة المياه والكهرباء انتقاداً" هكذا يقول الخبر، بينما يقول النظام: إن عمل مجلس الشورى ليس "الانتقاد" فهذا عمل الصحافة والإعلام..!
عمل مجلس الشورى كما تقول المادة الـ15 من نظامه: "مناقشة الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإبداء الرأي نحوها، ودراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والامتيازات، واقتراح ما يراه بشأنها، وتفسير الأنظمة، ومناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى واقتراح ما يراه حيالها".
ومن أنظمة المجلس تقول المادة الثامنة إنه "لا يجوز لعضو مجلس الشورى أن يستغل هذه العضوية لمصلحته"، وأعتقد أن أي "عضو" لا يقدم شيئاً للوطن والمواطن، يستغل المجلس لمصلحته في "النوم" ويتقاضى مقابلاً مادياً كبيراً ومكانةً اجتماعيةً نظير إهمال العمل المكلف به..!
قرأت قبل أيامٍ خبراً عن قرار لجنة الامتيازات والسلوك في البرلمان البريطاني، بمنع أحد أعضاء مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني من دخول مبنى البرلمان لمدة عام، بعد إدانته بمطالبات مالية من دون أن يقوم بأي عمل في مجلس اللوردات.. وللعلم فإن مجلس اللوردات لا يدفع رواتب لأعضائه بل يقدم لهم الحق في المطالبة بتعويض عن الحضور للمجلس بمقدار 330 جنيه إسترليني عن كل مرة، وتنخفض إلى النصف إذا كان العضو في أعمال برلمانية خارج البرلمان..!
وقد نشرت صحيفة "الإندبيندنت" البريطانية أن اللورد "هانينغفيلد" تقدم بمطالبات تعويض عن حضوره في مجلس اللوردات رغم أنه لم يقم بأي فعل يستحق التعويض، حيث لم يتحدث إطلاقاً في أي جلسةٍ من جلسات مجلس اللوردات أو لجانه المختلفة، ولم يسأل أي سؤالٍ في الجلسات.
لا أعلم كيف لحظتها لعب الشيطان برأسي؟ ونصحني بأن أتخيل أن أعضاء مجلس الشورى لا يمنحون راتباً ثابتاً مقداره 26 ألف ريالٍ شهرياً، بل يحصل على تعويضٍ مالي عن عمله المنجز وحضوره الجلسات، ويحرم منه من لا يقدم شيئاً يستحق ذلك.. ويكفيه إضافة عضو مجلس الشورى والجواز الدبلوماسي والمكانة الاجتماعية وبدل السكن..! "أستغفر الله.. وأعوذ بالله من الشيطان وتخيلاته".