حتى صاحب التغريدة "إبراهيم" من على سريره الأبيض في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض لم يتوقع هذا الصدى اللافت لتغريدته العابرة التي بعثها ذات ألم! لم يظن أن الـ140 حرفا التي استخدمها ستجعل ممرات المستشفى الذي يرقد فيه تغص بالزوار الذين ينتظرون دورهم لزيارته والذين توافدت غالبيتهم من خارج الرياض! لم يكن يعلم أن تغريدته القصيرة ستجعل من حالته قضية رأي عام وحديثا للشارع وقصة لوسائل الإعلام، ما الذي فعلته تغريدة "إبراهيم"؟

تغريدة "إبراهيم" جعلتنا نشعر بأننا ما زلنا بخير، وأن أفراد هذا المجتمع يتحولون في اللحظات الإنسانية إلى أسرة واحدة تتحمل ذات الألم وتتشارك نفس الهم، وتسعى لتفريج كربة بعضها البعض، وتنجح دوما في تحويل الحزن لابتسامة، وتغيير المحنة لمنحة!

تغريدة "إبراهيم" تجعلنا نعيد النظر في النقد القاسي الذي يُرمى جزافا على الشباب، النقد الذي يمارس من باب الهواية ليس إلا، ذلك النقد الذي تفنده "صور" التكاتف والتلاحم وتدحضه "مقاطع" الفزعة والمشاركة في كل حدث إنساني من حولنا!

تغريدة "إبراهيم" فتحت الأعين اليوم على حالات مشابهة لحالة إبراهيم، "تغريدته" اليوم ستكون نواة لمشروع شبابي تطوعي يُعنى بزيارة المرضى من ذات الحالة وتقديم المساعدة لهم والبحث في إمكانية علاجهم أينما وجد العلاج. المشروع السابق تُبحث تفاصيله بمجهودات شبابية خالصة يوم أمس على صفحات التواصل الاجتماعي!

"تغريدة" إبراهيم كشفت لنا جوانب إنسانية رائعة ومبادرات حقيقية للعطاء كانت خافية في قصته، أظهرها الله للناس، بداية من "الكفيل" الذي لم يقطع رواتب إبراهيم رغم ما حصل له، وليس انتهاء عند المرافق المتطوع الذي كان زائره الوحيد قبل تغريدته الشهيرة!

تغريدة "إبراهيم" تجعلنا نطرح السؤال التالي: هل تقوم لجان أصدقاء المرضى في مستشفياتنا بدورها على أكمل وجه؟