للاقتصاد دورته.. له تقلباته بصفة دورية منتظمة.. هذه الدورة الاقتصادية تمر بأربع مراحل كما يعرفها الاقتصاديون.. مرحلة الانتعاش يتوسع خلالها الاقتصاد.. ثم مرحلة الرواج يرتفع خلالها الإنتاج والدخل.. ثم مرحلة الأزمة وهي عكس مرحلة التوسع.. ثم المرحلة الرابعة وهي مرحلة الكساد، إذ ينحسر الإنتاج وتزداد البطالة ويضعف الاقتصاد.
المقال ليس له علاقة بالاقتصاد، لكنني أوردت ذلك للتوطئة؛ كي أقول إن حالة الحوار الوطني في السعودية شبيهة إلى حد كبير بالاقتصاد. إذ مر بأربع مراحل.. الانتعاش ثم الرواج ثم الأزمة ثم الكساد!.
أتم مركز الحوار الوطني المراحل الأربع.. كانت مرحلة الرواج هي اللقاء الخامس والسادس للحوار الوطني حين تقييمي لمسيرته، ثم دخل المركز مرحلة الأزمة، فالكساد خلال السنتين الأخيرتين، وهو ما دعى البعض للتشكيك في دوره وفعاليته وقيمته في المجتمع.
ليعود هذه السنة من جديد مبتدئا دورة جديدة.. من خلال إطلاق أكاديمية الحوار.. إذ أطلق المركز مجموعة من الحقائب التدريبية المختلفة.. آخرها يوم أمس، حينما تم توقيع اتفاقية بين المركز والجمارك السعودية لتدريب وتنمية مهارات موظفي الجمارك في المنافذ السعودية في مجال ثقافة الحوار والتعامل مع زوار المملكة.
كنت ضيف الأكاديمية الأسبوع الماضي، والتقيت بمجموعة من الفعاليات الشبابية في حوار مفتوح.. اطلعت على الكثير من الأرقام والبرامج التي ستكون واقعا خلال هذا العام بإذن الله.. أرجو بالفعل أن تصدق توقعاتي، ويكون مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني قد دخل دورة جديدة.