إبراهيم، شاب سعودي يرقد على سرير المرض والإعاقة، قرر في لحظة ملل وإحباط أن يعبر عن حاجته إلى وجود الناس حوله، بعد أن مل الوحدة وتوقف أهله عن زيارته، فكتب عبر حسابه في تويتر دعوة عامة لزيارته، معددا فضل عيادة المريض وأهميتها.

وخلال ساعات فقط اكتظت الغرفة رقم 3 في جناح 21 بمستشفى الملك خالد بالزوار من كل مكان، بل إن الممرات امتلأت أيضا وهناك من جاء من خارج الرياض، في صورة إنسانية رفيعة تعكس حجم الرحمة في قلوبنا، والود الذي يجمعنا في وقت يكاد تويتر أن يكون فيه سببا للفرقة والصدامات.

حادثة مريض تويتر إبراهيم، أعادتنا إلى اكتشاف أنفسنا من جديد، وحدث قبل ذلك أن كان تويتر مكانا للخير والتكاتف الأخوي والإنساني، ولكنها المرة الأولى التي يتحرك فيها الأفراد بهذا الحجم، ويزدحم مكان بسبب تغريدة عبر تويتر، ويصل الأمر إلى فتح باب التبرع للمريض؛ من أجل تغطية تكاليف علاجه في ألمانيا، وخلال ساعات يصل المبلغ إلى رقم يقترب من المليون.

وقبل هذه الواقعة بأيام ضرب السعوديون مثلا آخر للتكاتف و"الفزعة" حين دعموا طالبا أميركيا دخل في تحد مع معلمه بإعفائه من دخول الاختبار إذا حصل على 5 آلاف ريتويت، وكان السعوديون حاضرون بقوة لدعم الطالب، وبالفعل حصل على الرقم المطلوب.

وبالعودة إلى صديقنا إبراهيم ـ شفاه الله وعافاه ـ لا يسعنا إلا أن نشكره على وجوده بيننا وعلى خلق هذه الحالة الإنسانية الجميلة، وإن شاء لله نفرح بشفائه بعد العودة من رحلة العلاج، فقد أصبح يمثل الآن أملا كبيرا لكل المرضى، الذين يعانون المرض أو الوحدة، وكل ما عليهم بث معاناتهم بكل صدق عبر تويتر، ولن يكونوا أقل حظا من إبراهيم الذي يغرد اليوم مذكرا بمواعيد الزيارة، وأهمية الالتزام بها مع بعض الصور التي توضح وجود الحراسة على غرفته.