يعول المدير الفني الجديد للفريق الكروي الأول في نادي نجران، السوري نزار محروس على إمكانياته وخبراته في إعادة الفريق إلى المركز المتقدم الذي كان عليه في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين رغم صعوبة الظروف التي يمر بها حالياً، خصوصا مع قناعته الكبيرة بالعناصر المحلية والأجنبية الموجودة، وثقته بتعاون الإدارة والشرفيين معه، ساعياً إلى كسب التحدي أمام مجازفته بقبول المهمة الفنية في هذا الوقت الضيق.
وأكد محروس في حوار مع "الوطن" أنه استفسر عن وضع النادي قبل توقيع العقد من المحترفين السوريين في الدوري السعودي جهاد الحسين ووائل عيان وأنهما شجعاه على الموافقة وإنهاء المفاوضات مع الإدارة دون تردد بعد أن امتدحا له حسن تعاملها رغم عدم استلامهما مستحقاتهما المالية منها حتى الآن.
كل هذه الأمور وتفاصيل أخرى كثيرة في سياق الحوار التالي:
كيف تمت إجراءات التعاقد مع نجران؟
تمت الأمور بسلاسة ومرونة، فالفترة المتبقية على الدوري قصيرة جداً ولا تحتمل المماطلة في المفاوضات، وقد تلقيت اتصالاً هاتفياً من رئيس النادي هذيل آل شرمة وعرض علي تدريب الفريق الأول حتى نهاية الموسم الحالي، ووافقت على الفور لأنني متابع جيد للدوري السعودي، ولدي فكرة جيدة عنه فهو قوي ومثير، والواقع أن المفاوضات لم تشهد أي تعقيدات.
وهل هناك احتمال لتمديد العقد لموسم آخر؟
هذا الحديث سابق لأوانه الآن، والنتائج التي سيحققها الفريق معي هي التي ستحدد مصيري مع النادي، ولا يوجد لدي أي مانع من الاستمرار مع الفريق لموسم آخر إذا رغبت الإدارة.
هل كانت لديك أي معلومات عن نجران قبل قدومك إلى المملكة؟
لم يكن لدي أي معلومات عن نجران لكنني حرصت مع بداية المفاوضات على جمع المعلومات عن الفريق ووضع النادي حيث استفسرت من اللاعبين السوريين جهاد الحسين وووائل عيان وهما من شجعني على قبول المهمة رغم صعوبة الوقت، حيث أقنعاني بطيبة وكرم أهل نجران وتعاون الإدارة الذي سيسهل الخروج من الأزمة الحالية وتجاوز مرحلة عدم الاستقرار الفني والمادي.
ولكن الحسين وعيان لديهما مشاكل مع النادي بسبب عدم استلام مستحقاتهما كاملة؟
لم أتطرق معهما لمثل هذه الأمور كونها شخصية رغم أنني سمعت أن لهما مستحقات مالية لدى النادي، ولكن بكل أمانة امتدح اللاعبان الإدارة النجرانية واللاعبين والجماهير والتعامل الراقي من الجميع. وأرى أن طالما أن الإدارة ملتزمة أدبياً فلن تهمل حقوق الآخرين. لقد دار الحديث بيننا عن المستوى الفني واحتياجات الفريق لأن الفترة قصيرة لا تحتمل أي نقاشات أخرى، بعد نهاية الموسم سيكون لكل حادث حديث.
ألا يُعد قبول هذه المهمة من قبيل المغامرة؟
تدريب نجران مجازفة وتحد بالنسبة لي، لأن وضع الفريق غير جيد ولم يمض على وجودي سوى أيام قليلة، وليس من عادتي أن أتحدث عما سأفعل وأقدم، لأن جميع الفرق تعمل وتجتهد مثلنا تماماً. كما أن علينا أن نعمل للأمام دون النظر للوراء، وأثق أننا سنؤدي المطلوب منا. ولمست تقدير الجميع في النادي للوضع الحالي وصعوبة المهمة وبمقدرتي وبالتكاتف سنحقق ما نصبو إليه.
هل تفاجأت بتواضع مستوى منشآت النادي؟
تعاني المنشأة من عدد من النواقص والسلبيات رغم أن المساحة كبيرة لكنها لم تستثمر بالطريقة الصحيحة، فملعب التدريب لا يرقى لطموح أي ناد، ولا بد من وجود ملعبين على الأقل. كما أنه لا توجد غرف تبديل ملابس أو عيادة طبية، بينما بقية المنشآت لا بأس بها. وأتمنى أن يتحسن الوضع في المستقبل القريب لأهمية تهيئة اللاعبين نفسياً وتوفير سبل الراحة لهم من أجل تقديم عطاءات جيدة في الدوري، فالبيئة المحيطة باللاعب وملعب تدريباته بالإضافة إلى غذائه ونومه من أهم العوامل التي تساهم في تطوير مستوياته الفنية.
كيف ترى حظوظ الفريق في الجولات المقبلة؟
الفريق يملك عناصر مميزة والإدارة استقطبت لاعبين إضافيين جيدين في بعض المراكز. ووجدت أن جميع الفرق في المملكة متقاربة في النقاط عدا فريقين أو ثلاثة، فلو تحقق لنا فوزين لتقدم مركز الفريق إلى منتصف سلم الترتيب العام، وهذا الأمر ينطبق على أكثر من 6 أندية.
هل أنت متفائل بعودة نجران إلى مركز متقدم؟
الأمل موجود بنسبة كبيرة، لكن هذا لا يحدث إلا بتكاتف الجهازين الفني والإداري واللاعبين والجماهير وأعضاء الشرف، عندما علمت أن نجران وصل للمركز الثالث ثم تراجعت نتائجه شكل هذا الأمر تحديا كبيرا لي، ولهذا أسعى الآن لإعادته لمركز أفضل فقد علمتني كرة القدم أنه لا يوجد مستحيل فيها.
هل تثق بإمكانياتك في تحقيق قفزة فنية للفريق؟
أنا طموح وأسعى لتحقيق الأفضل، وطموحاتي لا حدود لها، وأنا حريص على متابعة كل صغيرة وكبيرة في فريقي. وأتمنى أن أحقق مع نجران طموحات المسؤولين في النادي وجماهيره الوفية.
ما تقييمك للاعبين المحليين والأجانب الحاليين في الفريق؟
من الناحية الفنية وفي هذه الظروف التي نمر بها لا أستطيع أن أحكم على مستوى أي لاعب لأنني لم أتسلم الفريق إلا منذ يومين فقط، ومن الظلم أن أصدر الحكم سريعاً على أحد. ولكن أستطيع القول إن اللاعب السعودي يتمتع بالمهارة والإمكانيات الجيدة. أما الأجانب، فمصعب اللحام لاعب جيد ومميز، لكنه يحتاج مزيداً من الوقت نظرا لأن هذه هي التجربة الاحترافية الأولى له. كما أن فريد شكلام لاعب جيد ولا ينقصه سوى جرعات بدنية خفيفة. كذلك جانسون لاعب صاحب خبرة ومؤثر بشكل كبير. وعلى كل حال ستكون هناك خيارات مناسبة في الأيام المقبلة حسب الإمكانات المادية. وعموما الموجودون قادرون على إحداث نقلة كبيرة في مسيرة الفريق.
هل تمت استشارتك في استقطاب البرازيلي ماثيوس والاستغناء عن أوسيني؟
وصلت قبل يومين فقط من إغلاق فترة التسجيل الشتوية وعلمت أنه كان هناك اتفاق مع اللاعب البرازيلي وأن النيجيري مصاب ولا يستطيع المواصلة. وأرى أن تبديله كان قرارا صائبا لعدم الاستفادة الفنية منه. كما أنني لا أستطيع أن أفرض رأيي في وقت مثل هذا بمعنى أنه لم يتبق سوى يوم واحد فقط. وأعتقد أن ماثيوس سيشكل إضافة للفريق.
من الطبيعي أنه إذا كنت موجودا من البداية ستكون الكلمة الأولى والأخيرة لي ولن أرضى أبدا أن يتدخل أحد في عملي.
البعض أطلق عليك وصف "مدرب عاطل"، ما تعليقك؟
لو كنت مرتبطا مع فريق آخر ما كنت وافقت على تدريب نجران، ففي الموسم الماضي كنت أدرب أربيل العراقي وحققت معه الدوري، ووصلنا إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي وأنا من طلبت الاستقالة ولم أقال. كما سبق وأن دربت المنتخب السوري الأول، وكذلك شباب الأردن والجيش السوري والفيصلي الأردني. وها أنا الآن أدرب ناديا جيدا مثل نجران والحمد لله لدي من الخبرة ما يشجعني ويدعمني لخوض أي تجربة مهما كانت صعبة.