قال الكاتب عبدالله الشهيل، إن التيارات التي وجدت في فترة النهضة العربية بدايات القرن العشرين، كان ثمارها التسامح بعد التغلب، وإبدال الجمود بالحراك، وقد نبهت على أهمية التضامن والتعاون، وضرورة التجديد والتغيير؛ كي ينتقل العرب إلى حياة أفضل، لكن ما حصل أن كل ذلك بقي محبوسا بالمهد، ولم يفعّل لأسباب كثيرة جدا؛ لافتا إلى أن التخلف والخلاف أقعدا العرب، حيث حاروا وارتبك تفاعلهم وتشوشت أفكارهم، وعطل الخوف والتردد قدراتهم، والتطرف استيعابهم، فصعب عليهم وهذه حالهم التمثل الواعي. وعرف الشهيل من خلال ورقته "النهضة العربية الحديثة بين المد والجزر"، في "الملتقى الثقافي" بنادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس، النهضةَ بأنها تعني البعث والقوة والمنعة والهمة، وفي الاصطلاح كان لا يعرف إلا بالقياس على النهضات، وكان أبرزها المثل الناجح للنهضة الأوروبية التي تطلق على الفترة الانتقالية الفاصلة بين العصور الوسطى والحديثة، ثم تحدث عن القرن السابع عشر، الذي شهدت فيه أوروبا تحولا جذريا بفكرها ونظام حياتها، إذ حدثت أثناءه هزة حضارية منها التحول العلمي الجبار إثر منجزات جاليليو ونويتن في مجالي الفيزياء والفلك

وارتبطت بها أسماء الفلاسفة. وتناول الشهيل في الملتقى الذي يشرف عليه الناقد الدكتور سعد البازعي، اختلاف الأوروبيين في بدايات نهضتهم من ثبوتيتها بالقرن الرابع عشر، أكانت أثناء الحروب الصليبية بوصفها المرة الأولى التي يتعرف فيها الأروبيون على أراض جديدة وشعوب أخرى، أو أنها تزامنت مع سقوط القسطنطينية عام 1453م، أو بحسب البعض خرجت من رحم العصور الوسطية التي مثلت انبعاثا شق الطريق إلى ما بعده.

كما تطرق الشهيل لاختلاف العرب، منهم من ذهبوا بها إلى الذين لا يرون خلاصا إلا بالعودة لصحيح الدين، ومن رآها: في المزاوجة بين صحيح الدين والمستجدات، والعلمانيون لا يرون تطورا فاعلا بغير العلم، وقد أجمل ذلك الدعوات السلفية: الوهابية والسنوسية والمهدية، وأيضا حملة نابليون على مصر 1789م، أو تحديثات محمد علي بمصر بين عامي 1805ــ 1845، أو كانت بدايتها بثورة شريف مكة على العثمانيين سنة 1916م