لم يبق بعد "نزاهة" حديث يقال عن سوء منافذنا الحدودية البرية؛ لأن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" جهة حكومية ومؤسسة متخصصة في كشف بواطن الفساد في البلد، بلا إيجاد حل لها وبلا محاسبة المفسد أو الفاسد!.
أكدت "نزاهة" معاناة المنافذ البرية الحدودية السعودية من نقص وسوء الخدمات، والازدحام المستمر، بعدما باشرت بلاغات المواطنين عن قصور وسوء في المنافذ الحدودية البرية، فاكتشفت أن أغلب المنافذ الحدودية تتشارك في السوء و"كآبة المنظر" للمسافرين والعاملين فيها!
عيوب المنافذ الحدودية تشمل البنية التحتية والمباني وتحتاج إلى الترميم، مع إهمال وقصور في أعمال التشغيل والصيانة والنظافة، وعدم التزام العاملين في إدارة الجوازات والجمارك والمرور في المنافذ بالدوام، ونقص الكوادر المشغلة، والازدحام الشديد للمركبات والمسافرين، وبطء استجابة الأنظمة والأجهزة لقدمها وعدم ملاءمتها، وسوء الحال العامة لمظهر المنافذ، وعدم ملاءمة بيئتها وبنيتها ومبانيها.
وللأمانة، فقد استثنت "نزاهة" منفذ البطحاء الذي يتميز بحداثة البنية التحتية، لكنه يشترك مع بقية المنافذ في عدم التزام عدد من العاملين بالحضور، ونقص الكوادر المشغلة!.
وكما نطالب ككتاب.. دعت هيئة مكافحة الفساد إلى الاهتمام بـ"سمعة البلد" بدل الإساءة لها بما يراه الزوار والمسافرون في المنافذ من سوء.
قبل عامين كنت أشعر بتفاؤل كبير، وكنت أتوقع أن يجد صوت "الكاتب" مكانا له في أذن المسؤول.. كنت أظن أن يرحب المسؤول بالنقد.. "كنت أظن.. وكنت أظن.. وخااااااب ظني"، ولم أجد سوى متلق يشاركني المعاناة..!
كنت قد تمنيت أن أصطحب معي مدير عام الجوازات، ومدير عام الجمارك في رحلة برية تمر عبر منفذين حدوديين في أطراف بلادنا، لنلتقط صورا تذكاريه في منافذنا، وصورا مماثلة في منافذ الدول المجاورة بغرض الذكرى والمقارنة بحثا عن التغيير؛ لأن الصور أصدق وصفا من تقارير مسؤولي تلك المنافذ، وأقوى تأثيرا من أي مقال أو تقرير صحفي عن حال منافذنا الحدودية، ولا أظن شيئا من الصور سيفاجئ المسافرين، كما سيفاجئ مديري الجوازات والجمارك!
(بين قوسين)
آخر ما يودعك في المنافذ الحدودية حواجز وخرسانات وأسلاك توحي لك بأن مسؤولي المنفذ يعتقدون أن كل مسافر ينوي الهروب منهم.