لا أحد ينكر أن دعم ومساندة رجل بحجم سمو الأمير "سلمان بن عبد العزيز"، كان خلف نجاحات الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام "إنسان"، منذ انطلاقتها قبل خمسة عشر عاما.

لذلك هي تقريبا خارج المنافسة مع أي جمعية مماثلة.. لا أظن هذه الجمعية استعانت بمكاتب ومؤسسات الدعاية والإعلان، غالبية جمعيات الرعاية لا تستعين بمكاتب التسويق والدعاية بقدر استعانتها بالعقلية التي تديرها؛ ربما لحساسية وطبيعة دورها والشريحة المستفيدة من أموالها أثر في ذلك.

لن أتحدث عن "إنسان"، لست بحاجة إلى ذلك، كنت من أوائل الذين تحدثوا عن الجمعية الشهيرة، فضلا عن أن الجمعية ذاتها ليست بحاجة اليوم لمن يتحدث عنها.. الجمعية التي تبتعث أيتامها للدراسة في الخارج.. أصبحت كما تقول الخنساء: "علمٌ في رأسه نار"!

لكن ما زلت أبحث عن جمعيات الأيتام الأخرى.. لماذا لا تستفيد من تجربة إنسان في تسويقها لنفسها.. تأمل حال الكثير منها، أصبحت عبارة عن وعاء للزكوات والتبرعات.. موظف مهمته الوحيدة بعث خطاب "تسوّل" لمئات الموسرين، يحوي العبارات والألفاظ ذاتها. ويضم في الأسفل حساب الجمعية في البنك الأهلي والراجحي!.

هذه أساليب عفا عليها الزمن.. الوسائل الصحيحة لجلب التبرعات تغيرت، وقنوات الدعم والمساندة اختلفت.. أعتقد أن اللقاءات السنوية لجمعيات الخيرية، وفي مقدمتها جمعيات رعاية الأيتام، أصبحت مجرد لقاءات تعريفية، وترويجا للنشاطات، وتبادلا لكروت "البزنس'.. هم يروجون لأنفسهم في المكان الخطأ..

أوقفوا هذه اللقاءات السنوية وتذاكر وفنادق الدرجة الأولى والمكافآت، التي تستنزف الموارد المخصصة للأيتام والفقراء.. "ضغطة زر" واحدة تأتي لكم بكل التجارب والخبرات.. تعلموا من "إنسان".