لا يحتاج الإعجاب بمبنى مجلس الشورى السعودي إلى متخصص في الهندسة والبناء، ولا متذوق لفنون العمارة الإسلامية ليكتشف روعة تصميمه، فجمال المبنى تتبينه العين مباشرة ما إن تقع على هذه التحفة الفريدة، لحظتها لا يملك الإنسان إلا أن "يمسك الخشب"!.
أول ما يلفت الانتباه في المظهر الخارجي لمبنى مجلس الشورى هو قبته الخضراء المرسومة بطراز إسلامي، التي يميل لونها إلى الأزرق في لمحة فنية تغير الألوان بتغير الضوء عليها. أما بوابات المجلس الضخمة المنقوش عليها زخارف إسلامية فتعطي هيبة إضافية للمقر. ومن الداخل تزين جدران المبنى نقوش مذهبة تسر الناظرين، كما تنم ديكوراته الداخلية وأسقفه العالية عن ذوق رفيع انعكس على أرجاء المكان جمالا.
الحديث عن أثاث مجلس الشورى هو موعد آخر مع الفخامة. صحيح أني لم أجرب الجلوس على أحد مقاعد المجلس، لكني على يقين بأنها وثيرة لدرجة أنها تجلب النوم لمن يجلس عليها من فرط الراحة!.
تبلغ مساحة مباني مجلس الشورى نحو 65 ألف متر مربع. وتضم الكثير من القاعات، منها القاعة الرئيسة للاجتماعات الكبرى، وأخرى للاجتماعات الأسبوعية، وثالثة للاجتماعات الخاصة. ورابعة للصحافة، إضافة إلى 46 قاعة صغيرة تتراوح سعتها بين 14 مقعدا و30 مقعدا. كما يحوي المبنى على أكثر من 500 مكتب.
في الخارج .. تحيط بمبنى "الشورى" مسطحات خضراء مزروعة بشكل هندسي رائع تمتد على مساحة 45 ألف متر مربع، تجعلك تعيش أجواء طبيعة خلابة كفيلة بنسيانك أنك تقع جغرافيا في قلب صحراء الجزيرة العربية!.
لست أنا من يقول عن مبنى مجلس الشورى إنه أحد أبرز معالم العاصمة الرياض، فالوفود الأجنبية التي زارته عدته كذلك، مبدية إعجابها وانبهارها بالتصميم الهندسي لمقر المجلس.
قد تستغربون حديثي عن مبنى مجلس الشورى، عوضا عن التطرق للسادة أعضائه أو لاجتماعاتهم الأسبوعية. ذلك "لم يسقط سهوا"، لكن من لا يهتم بالناس فالحديث عن غيره أجدى من الحديث عنه!.