مما لاحظته من فروق بين "السعودية" وبين غيرها من البلاد التي زرتها سواء أكانت عربية أو أجنبية أن "الشرطي" له حضور كبير في تلك البلاد، تسير في الشوارع العامة فتجد أن الشرطي لا يفارق نظرك، هو دائماً قريب من الحدث، من الأخطاء، من المشكلات، يشعر الناس دائماً بأن الشرطي قريب منهم في كل حركاتهم، وهذا بلا شك ينعكس على حالة "الأمن" العامة، ويقلل من المخالفات وخاصة من "المتهورين" الذين لا يردعهم إلا النظام والحزم والمتابعة.
أما في السعودية فهناك غياب – في الغالب – لرجل الأمن الراجل، سواء عند إشارات المرور، أو في الأسواق والطرقات المزدحمة بالمارة ومحال التجارة، وهذا الغياب سبب مشكلة كبيرة من "الفوضى" في الوقوف الذي يسبب تبعاً الازدحام وضعف الحركة المرورية، وخاصة في مدينة مثل "الرياض" التي أصبحت بيئة جاذبة لآلاف السيارات والقاطنين في كل يوم.
لماذا يغيب رجل المرور عن "الإشارات" المرورية التي يتسبب غيابه في جرأة كثير من الأحداث على قطع الإشارات والتسبب في حوادث مميتة، راحت ضحيتها أرواح كثيرة من الناس؟ ولماذا لا يكون دور رجل المرور والأمن تنظيم حركة المرور والوقوف ومعاقبة المخالفين في كل شارع؟ فإن كان هذا بسبب نقص الكوادر فهذا مجال لتوظيف كثير من الشباب الذين يبحثون عن فرص للعمل، وإن كان هذا بسبب خطة أمنية وأمر مقصود فلم أستطع حقيقة كشف سرها، وليت المسؤول عن هذا يبين هذا حتى يتم الإعذار ونقر بجهلنا في الخطة الأمنية في الأمر الذي يمـس حياة الناس مباشرة.
كنا في السابق نرى كثيراً الشرطي ورجل المرور على الدراجة النارية، ولكن هذا قد غاب كثيراً – حسب ما أرى -، وفي جو مثل "الرياض" والمدن الكبيرة وجودها مهم للغاية لما في ذلك من سهولة الحركة أثناء تعطل السير والمساهمة في سرعة الوصول إلى الحوادث التي تعيق الحركة كثيراً وخاصة في الطرق الكبيرة العامة والمزدحمة.
أليست مهمات رجال المرور والشرط هي ضبط الحركة العامة في المجتمع، وخاصة المركبات والازدحامات، فلماذا لا نراهم في كثير من هذه التجمعات التي تسبب ربكة في الحركة ومشكلات تعيق حركة المرور؟ لماذا لا نراهم عند الأسواق في دوام رسمي؟ لماذا لا نراهم عند "المدارس" التي تزدحم بشكل كبير في الصباح وعند الانصراف وخاصة المدارس الكبيرة التي تقع على الشوارع العامة؟
إنني أوجه النداء إلى المعنيين بالأمر بالنظر في هذا الموضوع بعين الاعتبار حتى يشعر الناس بالقرب من رجل المرور والشرطة، وحتى تكون هناك حالة من الطمأنينة الاجتماعية وخاصة في الحارات التي تمضي عليها أشهر طويلة ولم ير أهل الحارة شرطياً لا راكباً ولا راجلاً يمر بحاراتهم خلافاً لما هو واقع في كل بلاد العالم مما يقلل من السرقات والازدحامات وجرأة الذين لا يبالون بأرواح الناس وممتلكاتهم.