موجة تفاؤل ثم مراوحة ثم تشاؤم، هكذا هي أجواء تشكيل الحكومة الجامعة وفق صيغة الثلاث ثمانينات والتي تجمع فريقي 14 و8 آذار والوسط الممثل لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، هبة باردة وهبة ساخنة، ورؤية غير واضحة، إلا أن الجهود متواصلة للخروج بصيغة حكومية، حيث إن نسبة النجاح ما تزال تعادل الـ50 % وفق مصادر متابعة.
وما يزال الرئيس سليمان على موقفه أنه في حال الفشل للتوصل إلى حكومة جامعة فإنه سيرضى بتشكيلة الحكومة الحيادية التي سيطرحها عليه رئيس الحكومة المكلف تمام سلام في غضون الأيام الخمسة المقبلة وقد يكون الخميس المقبل هو المهلة الأخيرة.
وكالعادة وضع فريق 8 آذار مشكلة العرقلة في التشكيل على قوى 14 آذار، إذ أشار مصدر متابع إلى أن الخلافات داخل صفوف 14 آذار هي التي تؤخر مسألة الموافقة من قبل كتلة "المستقبل" على حكومة سياسية جامعة"، إلا أن مصادر 14 آذار أكدت أنها "لا تزال تنتظر الجدول الزمني لانسحاب "حزب الله" من سورية".
من جهته، رأى منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، أن "حزب الله" يواجه استحقاقات عدة ذات طبيعة قضائية من خلال المحكمة الدولية والإقليمية من خلال تطورات الصراع في سورية، إضافة إلى مستقبل المفاوضات الأميركية الإيرانية".
وقال إن "حزب الله وبسبب قلقه من هذه الاستحقاقات يطالب بضمانة داخلية ليكتسب الشرعية الدستورية والوطنية والسنية لمواجهة الاستحقاقات".
ولفت إلى أنه "إذا لم يحقق لبنان مكتسبات حقيقية من خلال جلوس فريق 14 آذار مع حزب الله في حكومة واحدة عبر عودة هذا الأخير إلى لبنان بشروط لبنانية فيجب ألا يجلس". وأوضح سعيد أن "هناك نقاشا ديمقراطيا وجديا داخل "14 آذار" بشأن الحكومة وهو بعيد عن الاستفزاز والمزايدات"، لافتا إلى أن "البحث يجري عن الوسيلة الأفضل لهذه المرحلة خصوصا مع التهويل الذي يواجهه هذا الفريق".
من جهة ثانية، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في عظة قداس الأحد إن "مجتمعنا وبلدان هذا الشرق في حاجة إلى مصالحة وبناء الوحدة في التنوع، والخروج من حالة النزاعات، ومن التسبب بفلتان الأمن والاعتداء على حياة المواطنين وممتلكاتهم".