لم أتخيل أني سأنغمس في الأكل عندما قمت بزيارة للإفطار عند إحدى الأسر في جدة التي لديها فتاة مصابة بمرض الإيدز.

كنت أتصور أني لن أجد شيئا أقوله لهم وكنت متخوفا من أن يتضايقوا من زيارتي، إلا أن عضو "الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز" الذي صاحبني في الزيارة طمأنني كثيراً. كان إفطاراً جميلاً وكان الأكل لذيذاً لأننا وضعنا كل الحواجز جانباً وفتحنا الأبواب وطال بنا الحديث بعد الإفطار لأننا اكتشفنا أن العديد من أسرة الفتاة المصابة يعرفون أشخاصا نعرفهم وبعضهم كانوا يلعبون الكرة معنا في أحياء وحواري جدة. الإيدز ليس ظاهرة كبيرة في مجتمعنا ولكنه قد يطرق أبواب أي منزل من منازلنا وتعددت الأسباب والموت واحد.

مرضى الإيدز السعوديون الذين شاهدتهم في جدة يجمعهم شيء واحد بجانب المرض وهو الحالة المادية المتواضعة والمستوى التعليمي والثقافي البسيط، وغالبيتهم من خارج جدة وجاؤوا للعيش فيها في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة. الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل تواجه العديد من الصعوبات الاقتصادية والتعليمية التي تجعل التوجه إلى الجنس أو إلى المخدرات متنفساً ومن هنا تبدأ المشكلات. وحتى بعد الإصابة يظل الإيدز مقعداً للمصابين (الجمعية تطلق عليهم المتعايشين) عن العمل وبذلك يحيط الفقر بهذا الداء.

لابد من وقفة اجتماعية واقتصادية مع هذا المرض بعيداً عن وقفة وزارة الصحة معه.