أردد دائما أن صناعة الإيجابية أصعب بمراحل من تسويق السلبية.. هنا تحديدا تكشف "المهنية الإعلامية" والقدرة على إنتاج إعلام مسؤول، وقادر على إرضاء المتابع ونيل ثقته.

قبل أيام، وجه خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ رسائل ذات دلالات عميقة، وهو يتحدث للقمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام، منها قوله: "إن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تأخذ جزءا كبيرا من الساحة الإعلامية، ولم نكن بعيدين عنها ولا خائفين منها، بل وفرت الدولة لها بنية قوية على امتداد مساحات المملكة الواسعة". وكذلك قوله: "إن منتجي التقنية في سباق دائم لإنتاج الوسائل السريعة والمريحة، قد يسعد العاملين في الحقل الإعلامي، لكنه يضعهم أمام تحديات صعبة، ويفرض عليهم التجديد الدائم في شكل ومضمون رسائلهم الإعلامية، لتكون قادرة على شد المتلقين لمحتواها مؤثرة تأثيرا إيجابيا في سلوكهم".

الصحافة والإعلام السعودي ـ وأنا أحد أبنائهما ـ مازال متأخرا عن مستوى الإعلام الجديد، ويحتاج إلى "التجديد" الذي ألمح له خادم الحرمين الشريفين.. ليواصل دوره التنويري، كما يجب.

أول ملمح يعزز صدارة الإعلام الجديد ـ على علاته ـ هو أنه فضاء يتسع لكل أطياف الفكر.. وهذا يدفع لأن يستوعب إعلامنا وصحافتنا مختلف الآراء، وألا تكون حكرا على توجه معين، قد يتسبب في فقدان بقية المتابعين.

كما أن الإعلام الجديد يتمتع بسقف مفتوح من حرية التعبير وإبداء الرأي.. وهذا أمر يحتم على الصحف السعودية، إتاحة المجال بشكل أوسع لإبداء الآراء، طالما أنها لا تتجاوز أخلاقيات وضوابط النشر.

من رسائل الملك للإعلام قوله: "دول العالم تتعرض لمؤثرات ثقافية خارجية تهز قيمها الدينية والإنسانية بتشويه نقائها، وتضعف منظومتها الأخلاقية بتسويق أعمال غير مسؤولة"..

الرسالة الأخيرة تختصر كل ما يمكن أن يقال عن مسؤولية الإعلام بالمجمل: هو أن يكون معول بناء أخلاقي.. لا معول هدم.

نحن بحاجة إلى أن نستعيد الإيجابية التي تعزز شعورنا بالأمان.. تجعلنا فخورين بديننا وقيمنا.. ووطننا.