يبدو أن الاهتمام بالمناطق التاريخية والتراثية، أخذ بعداً مختلفاً في عالم شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية، فبعد أن كان التعريف بتلك المناطق الأثرية يكاد ينحصر في بطون الكتب والوثائق، كان الأمر مختلفاً بطبيعة الحال في المنطقة التاريخية بجدة، التي ستشهد أول مهرجان محلي لها، لذا أخذ طابع التعريف عنها شكلاً تقنياً بامتياز، فكان وسيط "الانستجرام" ضمن العناصر الأساسية في التعريف بها.
وصرح مسؤول الإعلام الاجتماعي بمهرجان جدة التاريخية أحمد زكي لـ"الوطن"، بأن استخدام تطبيق "الانستجرام" في التعريف، يعود لعدة محددات، منها أن استخدامه الواسع من قبل الشباب السعودي، هو عنصر جاذب لهم لتعميق الاهتمام بالمنطقة التاريخية التي يتجاوز عمرها اليوم أكثر من 2600 عام تقريباً.
تقوم فكرة استخدام "الانستجرام" على عرض مجموعة من الصور النادرة عن المنطقة لم تعرض من قبل، إضافة إلى استقطاب عدد من النجوم والشخصيات المهمة، وتصويرهم بالزي التراثي الحجازي بخلفية تصويرية تجسد "جدة القديمة"، لتوجيه رسالة واضحة المعالم بالاهتمام بأصالة الماضي.
ويؤكد أحمد في سياق حديثه من أن استخدام هذا التطبيق إضافة إلى أدوات الإعلام الاجتماعي عموماً وجدت صدى واسعا من قبل الشباب، مدللاً على ذلك بارتفاع معجبي صفحة المهرجان إلى أكثر من 8 آلاف – قبل أيام من انطلاق المهرجان - وقرابة ألف متابع على حساب المهرجان في تويتر.
ولتفعيل خاصية "الانستجرام" بين الشباب سيتم إطلاق حملة تصوير فوتوجرافي مفتوحة لمواقع في المنطقة التاريخية تبدأ مع إطلاق شارة البداية في 16 يناير الجاري، ليتم اختيار أفضل 3 صور، وتكريم مستحقيها بجوائز مالية تقديرية.
ورغم أنه لا توجد أرقام محلية لعدد المستخدمين، إلا أن عدد من يتعامل مع تطبيق "الانستجرام" عالمياً أكثر من 100 مليون مستخدم نشط شهرياً. وما يعطي التطبيق حيوية أيضاً إضافة خاصية الفيديو بالشكل المتقطع (15 ثانية) في يونيو الماضي.
من جانب آخر، دشنت إدارة المهرجان تطبيقاً للهواتف الذكية على متاجر "أندرويد" و"أبل" للتعريف بأبرز المواقع السياحية والأثرية في المنطقة التاريخية بجدة بطريقة تفاعلية. وسيشمل التطبيق أيضاً أغلب مناحي الحياة في المنطقة، ابتداء من بيت نصيف التاريخي، مرروا بالأسواق القديمة، كسوق العلوي، والنهضة، بالإضافة للمباني الأثرية، والشوارع القديمة، حيث أصبح باستطاعة الزائر أوالسائح القيام بزيارة مصورة لجدة التاريخية عبر التطبيق، والتعرف على جميع المعلومات والبيانات التي يريدها دون الحاجة إلى المرشدين السياحيين.
وقال محمد خوجة، وهو مطور البرامج الذي أوكلت إليه الجهة المنظمة مهام الإشراف على تصميم شبكات التواصل الاجتماعي: "إن القائمين رؤوا أهمية حضور المهرجان عبر تطبيقات الهواتف الذكية، حيث تم تجهيز التطبيق ليقوم بتغطية أنشطة وبرامج الفعاليات وتوثيقها؛ ومن ثم بث مقاطع مصورة عنها".
وفيما يتعلق بخاصية التطبيق، بيَّن خوجة أنه تم استخدام تقنيات متقدمة تتيح استخدام حزمة واسعة من الصور والخرائط التي تمتاز بمرونة انتقالها وسهولة استخدام واجهتها وتعريف كامل بالمواقع بمجرد مرور مستخدم التطبيق بجوارها، إلى جانب الوضوح في القوة التصويرية ومشاهدة التفاصيل، مما يبرز الناحية الجمالية الحقيقية للمواقع، معداًّ أن التطبيقات الإلكترونية أضحت تشكل أحد أهم عوامل مداخل تشجيع السياحة المحلية.