قدمت مجموعة من المبتعثين في عدة دول خلال هذا العام تجاربها التعليمية، من خلال المقارنة بين الدراسة في الجامعات السعودية والأميركية، حيث ركزوا على عنصر الاستراتيجيات، والوسائل التعليمية، معبرين عن أمنيتهم بنقلها لجامعات المملكة.

وأوضحت المبتعثة رشا أبونجم، أن الجامعات السعودية تحتاج إلى التركيز على ثقافة المناقشة في المحاضرة عوضا عن التلقين، وأن تتبنى فكرة الانتخاب في الأندية الطلابية، والمشاركة في أنشطتها، والاهتمام بالمكتبات الجامعية، وتطوير عمليات البحث.

بينما قال الطالب هاشم علي إن أهم الفروقات بين البلدين من حيث الدراسة الجامعية، تكمن في عنصر اختيار التخصص، مشيراً إلى سهولة هذا الأمر في الجامعات الأميركية، وصعوبته في المحلية، كما أن الدراسة في المملكة مرتبطة بفترة محددة، فإذا فات على الطالب القبول في العام الحالي، سيكون من الصعب حصوله على قبول في العام التالي.

أما الطالب أحمد المالي فناقش العلاقة بين الطالب وأستاذ المادة، وقضية البحث المكتبي، مؤكدا وجود فارق بين أساتذة الجامعات في البلدين في هذه الناحية، حيث يتم التعاطي في أميركا مع الساعات المكتبية كأمر ضروري للتواصل مع الطالب.

في حين قال الطالب تامي اليامي، إن معدله ارتفع في الجامعة الأميركية، مقارنة بالجامعة السابقة، وعزا ذلك إلى البيئة التعليمية الجامعية الممتعة، والخالية من الأمور التي تقلق الدارس. وقال حمزة المالكي "إن المجموعات الطلابية البحثية مهمة، ففي الجامعات الأميركية يتم تقسيم الطلاب إلى فرق للعمل تعمل على عرض أو أكثر على مدى الفصل الدراسي، كذلك تبرز أهمية المكتبات الجامعية، التي تلعب دورا حيويا، وتكون أشبه بخلية النحل، بينما من واقع الدراسة في الجامعات المحلية تكون شبه خالية".

وأشارت انتصار سعيد إلى أن الدارسين في الجامعات الخارجية يشعرون بالراحة داخل الفصول، مما يسهم في تعاون الأستاذ مع الطلبة، وتفانيه في العمل، لكي تصل المعلومة الصحيحة بطريقة سهلة.

فيما لفتت المبتعثة عايشة عبدالله إلى توفر الخدمات الضرورية في أرجاء جامعتها، ومنها خدمة الإنترنت، والبلاك بورد، إضافة إلى وجود الخطة الدراسية لكل منهج بشكل واضح، بالإضافة إلى توزيع الدرجات، وهذا كله ما تتمنى أن تراه في الجامعات السعودية.

أما محمد العبيدي فقال "الأستاذ والطالب في أميركا كل منهم يعرف واجبه، ويؤديه بشكل متقن، بينما دعا منصور العمري إلى تفعيل قوة الربط بين ما يتعلمه الطالب في الجامعة، وما يحدث في الواقع، وقال "أدرس في مرحلة الماجستير لتخصص "إدارة الأعمال"، حيث ألاحظ أن الأمثلة المستخدمة في شرح النظريات دائماً ما تكون موجودة في السوق، ومعروفة لدى الجميع، على العكس أثناء دراستي في مرحلة البكالوريوس في ذات المجال في المملكة".

وقال أحمد بن حمد بالإخلاص "أساتذتي في أميركا يحرصون على إيصال المعلومة، وعدم التذمر إذا واجه الطالب صعوبات بالفهم، الأمر الذي جعل ثقافة المناقشة، وإبداء الرأي أمراً مكتسباً لدى الدارسين، يدعوهم للنظر للأمور من زوايا مختلفة، حتى لو كانت مخالفة لوجهة النظر السابقة، حيث يسهم ذلك في توسيع دائرة فهم الأطراف الأخرى، وتجديد المحتوى للمادة العلمية".