بإعلان وزارة الداخلية إحباط محاولة تأسيس "شبكة لتنظيم القاعدة.. بالقبض على 62 مخططا للتفجير وتنفيذ الاغتيالات".. علينا إلى جانب الامتنان لرجال الأمن على سهرهم ويقظتهم والدعاء لهم، استدعاء مقولة: "المواطن رجل الأمن الأول"، وكما يمارس البعض التذمر مما لدينا، لنتذكر أن هناك من يحسدنا ويسهم في مخططات التفجير والاغتيال كالعربيين المقبوض عليهما، وبالطبع هناك من يتطابق معهما في الحقد والحسد وترويج الأفكار الضالة سواء كان "مواطنا أو مقيما".

أسلوب تفكير أعضاء التنظيمات الإرهابية مهما اختلف، يشير إلى أن صورة المواطن السعودي المرسومة في أذهانهم تتفق مع التالي: يعدونه لا يستحق هذه البلاد التي سهر أبناؤها ورجالاتها وقادتها بعد توحيد الجدود لها على بنائها.. الإنجازات الشاهقة وهؤلاء البناة للدولة ليس لهم قيمة، ويجب إبادتهم لولادة "حياة ورخاء ذلك القادم من تلك التنظيمات". المطلع على طرحهم سيجده نسخة متداولة وقاسما مشتركا بين "الداعشي والحزبي الإخواني، والانفصالي"...إلخ

وجميع هؤلاء وسمومهم تقدمها شبكات التواصل الاجتماعي، التي يمجدها شبابنا، والبعض منهم يعدّها إدمانا لا يستغني عنه ويشارك فيها، والعين الساهرة من جميع القطاعات الأمنية تحرسه، وليس لديه استعداد لقول كلمة حق عن وطنه، أو دعم رجال الأمن بمساندة أو دعوة صادقة، وامتنان لجهودهم.. وعندما يسهم بعض السعوديين ـ ولا أعمم ـ في قتل الوقت غالبا، إذ ليس لأحدهم حس أمني ومسؤولية وطنية.. فيحرق وقته في وسوم الفراغ القاتل في "تويتر"، وهنا عينة من عناوينها: "ودي أسافر إلى – اكتب اسمك وأنت مغمض – كيف الأخلاق اليوم".. إلى آخر وسوم الترف وما تحمله من انطباعات سيئة عن مجتمعنا.

السؤال هنا يذهب إلى من يجب عليهم ترجمة وطنيتهم بالأفعال، ومساندة رجال الأمن ممن يقومون بواجباتهم ويضبطون "المتطرف والخائن والمروج للمخدرات": هل المواطنة والمواطن في محيطهما يتفهمان أهمية الدعم والتوعية بأنواعها بالذات الأسرية منها؛ لخطورة غياب الأسرة، خاصة ما يتم غزونا به والحرب قائمة على أساسه بداية من "المخدرات، واختراق الفكر المتطرف لعقول الشباب، واستفزاز وتحريك مشاعرهم وغيرتهم بسبب شبهات الجهاد وما يحدث في دول الفتن والحروب؟".

يجب جلوس الآباء والأمهات وخلق أجواء حوارية والتحذير للتحصين.. كثيرة هي الأطماع، وكثر هم الطامعون ومن يخوضون الحرب مستهدفين شبابنا، فهل تفيق مؤسسة الأسرة من الغفلة وتقوي مفهوم أن "المواطن رجل الأمن الأول" بداية من تربيته في منزله، وكيف يدرك قيمة ما لديه بتقديره والمحافظة عليه كأمانة عظيمة؟!

وزارة الداخلية في بيانها المعلن الذي يتناول إحباط الخلايا النائمة "تُشيد بتعاون أبناء الوطن لمواجهة مخططات الحقد والخيانة التي تستهدف الوطن في أبنائه ومقدراته".. والامتنان رغم ما يحمل من معان سامية، إلا أن الغفلة مازالت من خلال بعض الأمور الملاحظة على النخب والشباب.