كان دارا للحكم.. ومقرا للاجتماعات.. ومأوى للناس.. ثم بيتا للعبادة، ولم يبق منه إلا الأخيرة اليوم.

المسجد هو الركن الأساسي لكل حي، لو قام بدوره كما هو في الإسلام، ولست بحاجة إلى سرد قيمة المسجد، فالكل يعرف ذلك جيدا، لكن المساجد ظلت بلا دور وبلا قيمة غير أداء العبادة، لعدة أسباب منها: ضعف بعض الأئمة في أداء دورهم وتفعيل المساجد في الأحياء، ومنها أن بعض الأئمة يعتبر إمامة المسجد لزيادة الدخل، فلا يكاد ينهي الصلاة حتى يهرب من المسجد ولا يعود إلا وقت إقامة الصلاة التالية، ومنها انشغال بعض الأئمة في كسب رزقهم كون إمامتهم عملا ثانويا لهم، ومنها عدم اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية بالمساجد واعتمادها في كثير من المساجد على "فاعل الخير".. وبعض المساجد تقدم دورا بارزا في حيها، وذلك يعود إلى اهتمام "فاعل الخير" الذي يدفع من جيبه ليخدم دينه ومجتمعه..!

بعض المساجد ليست إلا غرفة لأداء الفريضة، فلا تستطيع الوضوء فيها لسوء مرافقها، وبعضها تنعدم فيها النظافة لولا "فزعة" جماعة المسجد؛ لأن المؤسسات التي تتكفل بصيانتها بـ"ملايين" الريالات من الدولة، لا تؤدي واجبها كما يجب، فقط تجمع المال، ولا أعلم من يقيم عمل تلك المؤسسات التي تتعهد بصيانة ونظافة المساجد لتحاسبها!

ولكي لا نكون سلبيين نبحث عن النقد فقط، وجدت أمس خبرا مفرحا ينص على أنه: "لا مكان لغير المتجاوبين مع التطوير، والاستبعاد سيكون مصيرهم".. حسبما نقلته "الاقتصادية" عن مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. كما جاء: إن الوزارة ستشرع في وضع تقييم مستمر لمتابعة الأئمة والمؤذنين، مشددة على أنه لا مكان للمجاملة مع المتجاوزين والمخالفين للأنظمة والتعليمات، وغير المتجاوبين مع التطوير، وأن الاستبعاد سيكون مصيرهم، وستعمل على إعادة تأهيل وتدريب الأئمة والخطباء.

جميل أن تلجأ "الشؤون الإسلامية" إلى التقييم والمحاسبة لأئمة المساجد ومؤذنيها، لإعادة تأهيل من يحتاج إلى التأهيل لرفع مستوى الثقافة الشرعية وتقويم السلوكيات وتعزيز القيم الإسلامية، للاستفادة من المسجد في توعية المجتمع، ونشر الفضيلة والقيم.. والأجمل أن تشرك جماعة المسجد في التقييم، فهي الأدرى والأقرب.