لأبناء السعودية والخليج تاريخ جيد مع الخدم والاستقدام، وهو ما من المفترض أن تكون لديهم تجربة جيدة في التعامل مع أنواع البشر، لكن يبدو أنهم، أو لنقل معظمهم، لم يتعلموا إلا الطبقية والتصنيف، فهؤلاء خدم ونحن أرباب عمل وكفلاء، نأمر وهم ينفذون.
ظلت العمالة الإندونيسية مسيطرة على السوق طيلة سنوات مضت، وتميزت هذه الجنسية بهدوئها وتقبلها للأوضاع أيا كانت، حتى والخادمات يجبرن على العمل على مدار الساعة وتحت ظروف سيئة، لم يصاحب وجودهن مشاكل كبيرة أو حوادث قتل إلا ما ندر.
وحين وقعت الإشكالية وتوقف الاستقدام من إندونيسيا، اضطر السعوديون إلى اللجوء إلى جنسية أخرى، أو بمعنى أصح حاولت وزارة العمل أن تقدم البديل لملء الفراغ الكبير في سوق الخادمات فكانت إثيوبيا هي البديل المناسب.
أصبحت الخادمات الإثيوبيات يمثلن جزءا كبيرا من شريحة الخادمات في السعودية، ولكن مع الكثير من المخاوف والشكوك، فلا يكاد يمر شهر أو أقل إلا ونسمع عن خبر خادمة إثيوبية تعتدي أو تقتل كفيلها أو أحد أفراد العائلة.
وأخذ عدد من المراقبين في التنظير لهذه المسألة، فهناك من قال إن القتل هو جزء من الطقوس والأعراف التي تتعلمها الخادمة في قرى أفريقيا، وهناك من ذهب إلى أن معظم الخادمات جئن من قرى المجاعة والحروب، ولا يأبهن أصلا للدم، وقد رأين أقاربهن يقتلون أمامهم.
وهناك من يشير إلى وجود كهان ومشعوذين يتحكمون في حياة الخادمات ويوجهونهن للقتل، وكل هذا الكلام مقبول ويمكن الأخذ به، لكن الأهم من هذا كله هو طريقة المعاملة، وكل المسألة تعتمد على التعامل الإنساني والإنساني فقط، فمتى ما كانت ربة المنزل تعامل الخادمة بشكل سيئ ومذل، فقد حكمت على نفسها بنفسها. ذهبت أيام الطيبات الإندونيسيات.