أعادت بلدية محافظة عنيزة مهنة البناء القديمة أو ما كان يعرف عامياً بـ"الأستاد"، ويقصد به العاملون في مجال بناء البيوت الطينية، إلى الواجهة، وذلك للاستفادة منهم في تشييد قرية الغضا بمحافظة عنيزة وسط أهازيج كان يرددها البناؤون قديماً، ومنها: يا حمام على عوج الرطيب.. ساجعن بالتليعي من عشاه حزين.
الحرفي الشهير إبراهيم الصالح الحمدان "75 عاماً" وهو المُختص – حالياً - بتشييد الأبنية الطينية في مناسبات المحافظة، ويُرافقه أربعة من كبار السن ذوي الخبرة في مهنة البناء، ذكر أن تشييد هذه القرية ما هو إلا بناء فعلي تماماً وبالطريقة ذاتها التي كانوا يبنون بها سابقاً، مشيراً إلى تنفيذ بناء السوق التراثي القديم والمزرعة بجميع مرفقاتها في أرضية مهرجان الغضا القادم الذي أُعلن عن انطلاقته في منتصف ربيعٍ الأول الحالي، ولكن على نطاقٍ محدود بحكم محدودية المساحة المُتاحة للمهرجان.
بلدية محافظة عنيزة وضعت اللمسات الأخيرة على مشروع سياحي ضخم سيعد معلما من معالم السياحة بالمنطقة، وموقعاً لانطلاق السياحة الشتوية التي أصبحت المحافظة وجهة لها، وذلك بالقرية التراثية التي أطلق عليها "قرية الغضا التراثية والبيئية"، وتكون بذلك سجلت عنيزة مبدأ السياحة المستدامة، فيما سيتزامن تدشين القرية مع بدء فعاليات مهرجان الغضا الشتوي.
إلى ذلك، ذكر المشرف العام على مهرجان الغضا والقرية التراثية عبدالله الشمسان أن القرية تتربع على مساحة 400 ألف متر مربع وسط رمال نفود الغضا الذهبية التي تكتسي بأشجار الغضا البرية، والتي تضفي على الموقع والمباني التراثية جمالية طبيعية رائعة، تتجسد من خلالها الحياة النجدية القديمة.