أعلن مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي، عن اعتزام الهيئة إنشاء متحف "متطور" بقيمة 45 مليون ريال في الأحساء، ليكمل مسيرة المتحف الوطني للآثار، بحلة عصرية وبتقنيات وطرق عرض تواكب التطورات والمستجدات التقنية، وذلك في متنزه الملك فهد البيئي، ويتوقع الانتهاء من أعماله بعد عامين.
وأشار الحاجي في معرض محاضرته "سياحة الأحساء" مساء أول من أمس في غرفة الأحساء، إلى أن قصر إبراهيم الأثري، يعدّ منتجعا سياحيا، يتطلب لاكتماله سياحياً المرشدين، والمنظمين السياحيين، والزوار والخارطة وتأهيله للقصر كوجهة مشرفة سياحياً، مضيفاً أن في الأحساء نحو 13 متحفا خاصا، 8 منها مرخصة من الهيئة و5 في طور إجراءات التراخيص، ويجري حالياً إعداد مرشدين لـ"ذوي الاحتياجات الخاصة" بالتعاون مع مركز التأهيل الشامل في الأحساء لتأهيل مرشدين بلغة الإشارة للصم، لافتاً إلى أن تراخيص "الإيواء" السياحية أصبحت في الوقت الحالي من صلاحيات "فروع" الهيئة في المناطق والمحافظات، بعدما كانت مقتصرة فقط على المقر الرئيس للهيئة في الرياض، بهدف التسهيل والتسريع في الحصول على التراخيص، مضيفاً أن خدمات فرع الهيئة في الأحساء تمتد إلى البطحاء وخريص وبقيق، وهناك خطوات لـ"ميكنة" إجراءات التراخيص، مشيراً إلى أن الأحساء، هي أول مناطق ومحافظات المملكة تصدر أول ترخيص لفندق على طريق سريع في البطحاء، ويجري حالياً إصدار 5 تراخيص لفنادق على الطرق السريعة في الأحساء، كما شرع الفرع في إصدار تأييد لافتتاح معارض للمؤتمرات، وأن الأحساء بها نحو 11 منظم رحلات "رسميا"، و11 مرشدا سياحيا في المحافظة.
وأكد الحاجي أن "الحرف" الشعبية في الأحساء، رائدة في هذا البرنامج إلا أنه يعاني "شتاتاً" في الجهود من خلال تداخل كثير من الجهات الحكومية والخاصة في هذه الحرف، وهو لا يتطور بهذا الشتات، مستعرضاً نحو 8 أنماط سياحية في الأحساء، وهي: سياحة الثقافة من خلال أكثر من 45 حرفة شعبية وتقليدية، وسياحة التراث من خلال أكثر من 30 موقعا تراثيا وتاريخيا، والسياحة الزراعية من خلال أكبر واحة نخيل في العالم، والسياحة البيئية من خلال شاطئ العقير، وهو أكبر مشروع استثماري حديث في المملكة، وسياحة التسوق، وسياحة الأعمال من خلال 4 أبراج إدارية جديدة و10 قاعات للمؤتمرات والمعارض، وسياحة المغامرات من خلال ركوب الرمال والجبال، والسياحة الرياضية من خلال 11 ناديا وفريقا رياضيا.
وأضاف أن للأحساء هوية سياحية وتاريخية عريقة، تتمثل في تعدد حضاراتها بعمر يزيد على 4 آلاف سنة، وتاريخ إسلامي عريق يتجسد في موقع جواثى الأثري، مشيراً إلى أن فرع الهيئة في الأحساء يعكف حالياً على إعداد استراتيجية التنمية السياحية للأحساء للسنوات العشر المقبلة، مؤكداً أن للأحساء محاور قوة سياحيا، منها: الموقع والتنوع الجغرافي والطبيعي، وتوفر البنى التحتية المناسبة، وغنى تاريخي ثقافي، وتوفر الطرز المعمارية والشواهد الحية، ووجود مهرجانات فاعلة.
وأضاف الحاجي أن الهيئة تتواصل مع المسؤولين في شركة أرامكو السعودية لتخصيص مسار سياحي جديد في المنطقة الشرقية يحمل مسمى "مسار سياحي في صناعة النفط"، إلى جانب مساري السياحة في الأحساء وهما "مسار وسط الهفوف التاريخي" و"مسار واحة الأحساء الزراعية".
إلى ذلك، وفي سياق متصل وضمن الجهود التي تبذلها هيئة السياحة والآثار لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع تجاه التراث الوطني، وتعزيز الوعي بقيمته، علاوة على تنفيذ برامج لتطوير المتاحف والعروض المتحفية، بهدف أن تكون تلك المتاحف معالم حضارية شاهدة على حضارة المملكة، نفذت الهيئة العامة للسياحة والآثار المرحلة الأولى من تأهيل متحف المدينة المنورة بمحطة سكة حديد الحجاز كأحد أبرز المتاحف التي تمثل واجهة حضارية لمنطقة المدينة المنورة.
ويشمل المتحف مباني محطة سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة، التي تشهد عمليات ترميم وتحويلها لمرحلة عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، كما يشمل متحفاً بورشة إصلاح القاطرات بالمحطة يعرض تاريخ سكة حديد الحجاز، ويضم ضمن مبنى المحطة الرئيسة، قاعة المعارض الزائرة والموقتة، وقاعة المحاضرات والعرض المرئي، إلى جانب سوق للحرفيين، ومتجر المتحف والمقهى الشعبي، ومطعم القطار والذي يشمل ترميم (12) عربة قطار كمطعم للعائلات. وتشمل مكونات المرحلة الأولى من متحف المدينة المنورة (14) قاعة عرض هي بهو المتحف، وقاعات بيئة المدينة المنورة وتاريخها الطبيعي، والمدينة المنورة قبل الإسلام، والمدينة المنورة في العهد النبوي، وقاعة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأبنائه، وقاعتي الأنصار والمهاجرين، وقاعة المسجد النبوي الشريف، وقاعات المدينة المنورة في عهد الخلفاء الراشدين، وقاعة المدينة المنورة خلال العصور الإسلامية والمدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الأولى والمدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الثانية، والمدينة المنورة في عهد الملك عبدالعزيز، وقاعة التراث المديني.
أما المرحلة الثانية من متحف المدينة المنورة فتتضمن إنشاء مبنى بمساحة (12) ألف متر مربع، ويحوي خمس قاعات هي: قاعة المدينة المنورة عبر العصور، وقاعة موجودات مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وقاعة موجودات المسجد النبوي الشريف، وقاعة الطفل، وقاعة عيش السعودية، لافتاً إلى أن هذه القاعات ستقام فيها عروض رقمية تفاعلية تستخدم خلالها التقنيات السمعية والبصرية الحديثة بهدف تجسيد تاريخ المدينة المنورة ومخططاتها العمرانية عبر المراحل المختلفة.