انتقدت عضوة مجلس الشورى الدكتورة لطيفة الشعلان إجراءات حماية المرأة والطفل في المملكة، قائلة: كل التشريعات التي لها مساس بالطفل أو المرأة أو الأسرة دائما ما تسير ببطء، وتخضع للعبة تيارات يكون ضحيتها المجتمع.

ووجهت الشعلان، انتقادات لاذعة، للبطء الذي يعتري سن التشريعات الخاصة بحماية المرأة والطفولة والأسرة، وذلك على خلفية غياب القوانين المتعلقة بـ"التحرش ضد الأطفال"، في وقت تتفاعل فيه الأوساط الاجتماعية مع القضية الأخطر هذا الأسبوع، والمتمثلة في تحرش شاب بطفلة أمام مصعد أحد البنايات بالمنطقة الشرقية.

وفي تعليقها على الحادث، قالت الشعلان: إن أهم ما لفت انتباهها في مقطع الفيديو الذي انتشر خلال اليومين الماضيين، أن الطفلة لم تبد أية ردود فعل معارضة تجاه "إيحاءات المتحرش"، وهو ما قالت إن مرده يعود لغياب التوعية الكافية في أوساط الأسر والمدارس، فيما يتعلق بحماية الجسد وحرمته، والتفريق في ذلك بين ما هو بريء وما هو غير بريء.

واستحضرت الشعلان في تعليقها لـ"الوطن" على الحادث، بعض الأرقام التي وصفتها بـ"المفزعة" والواردة في سياق دراستين منفصلتين، قام بهما كل من الباحث علي الزهراني والباحثة نورة الصويان، إذ تكشف الأولى أن ربع أطفال المملكة تعرضوا لـ"التحرش"، فيما خلصت الثانية إلى أن طفلا من بين 4 أطفال بالبلاد تعرض للتحرش في وقت من الأوقات، فيما لفتت النظر إلى دراسة ثالثة أعدتها رئيسة برنامج الأمان الوطني الأسري الدكتورة مها المنيف، أشارت إلى أن 82% من قضايا التحرش تحدث في بيئات آمنة.

وأضاف في سياق تعليقه على تلك الأرقام بالقول "ما ورد في الدراسات الثلاثة هو ما تم اكتشافه من حالات، وهناك غيرها الكثير لم يتم الكشف عنه، وهناك الكثير من الاعتداءات الجنسية التي لا تصل للأوساط الرسمية؛ لأن ضحاياها يتعاملون معها على أساس الفضيحة.

وانتقدت الشعلان، بشدة غياب التشريعات المتعلقة بمكافحة التحرش في وقت قطعت بعض الدول المجاورة مسيرة عقد ونيف في هذا الاتجاه، بما في ذلك إعادة صياغة بعض العقوبات التي تتلاءم وفظاعة الجرم المرتكب.

وقالت: نعاني فراغا تشريعيا كبيرا في مسألة مكافحة التحرش، وللأسف فإن كل التشريعات التي لها مساس بالطفل أو المرأة أو الأسرة دائما ما تسير ببطء، وتخضع للعبة تيارات، يكون ضحيتها المجتمع".

وشددت عضو مجلس الشورى، على ضرورة سن الإجراءات اللازمة المفضية في نهاية المطاف إلى فصل الضحية عن الوسط الذي وقعت به جريمة التحرش، حتى وإن كانت في المنزل، وقالت إن هناك ضعفا كبير في هذا الجانب.


ضبط المتحرش بطفلة الدمام

الدمام: محمد الجديع

تمكنت شرطة المنطقة الشرقية من الإيقاع بالمتحرش بطفلة المدرسة، الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يتحرش بها أمام مصعد في أحد المجمعات السكنية بالدمام، حيث اتضح أنه شاب في العشرين من عمره، وهو من أرباب السوابق ومضطرب سلوكيا.

وقال الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي لـ"الوطن": "فور تلقي البلاغ صدر توجيه من مدير شرطة المنطقة الشرقية بتشكيل فريق عمل أمني للبحث والتحري عن الجاني، في حين تولى المختصون التعامل مع مقطع الفيديو المتداول".

وأضاف: "أسفرت التحريات وعمليات البحث عن تقليص دائرة الاشتباه والكشف عن هوية الجاني، وهو مواطن مضطرب سلوكيا ومن أرباب السوابق، وموقوف حاليا رهن التحقيق".

وأردف الرقيطي: نسبة هذا النوع من القضايا قليلة، لكن الاهتمام بملاحظة الأبناء أثناء دخولهم وخروجهم، وأثناء اللهو خارج المنزل، مطلب في غاية الأهمية؛ حتى لا يقعوا عرضة للتغرير أو التحرش ـ لا قدر الله ـ من قبل ضعاف النفوس.