الإعلام مهنة لنقل الأخبار والنقد والتعبير عن مختلف الآراء وفي زمن الانتشار الكبير لوسائله أصبح أكثر جرأة وشفافية في مختلف مجالاته.. في القنوات التلفزيونية الكثيرة جداً يكفيك أن تمسك (الريموت) لتتنقل بين مئات البرامج الحوارية التي أنهت احتكار القنوات الحكومية ذات الرأي الواحد والموجه.. هذه المقدمة توطئة لبرنامج يبث على قناة الفراعين المصرية المملوكة للدكتور توفيق عكاشة، الذي سطع نجمه بعد أحداث مصر التي أطاحت بنظامين كانت خلالها القناة تتحول بشكل غريب ومضحك في مواقفها ورؤيتها حتى أصبح المشاهد لا يعرف توجهها بعد أن فقدت حياديتها.. لكن المؤسف حقاً عندما تجلس المذيعة في الأستديو على الهواء مباشرة تتحاور أو تستمع لأحد المتصلين من المشاهدين وهو يتكلم بطريقة لا تليق بأفكار صاحب القناة، الذي لم يتورع في الاتصال على الهواء من منزله ليوبخ المذيعة التي اعتقدت أنه سيعلق على مشاركة المتصل إلا أنه فاجأها وفاجأ الجميع بسؤاله (إنتي ليه بتسمعي له.. ما تقطعي المكالمة.. إتعلمي.. يالله أقفلي البرنامج)!! تصرف غير مقبول إطلاقا من رجل يدعي أنه إعلامي حر ونزيه لكل فئات المجتمع لم يتوان في التوبيخ الفضائي المباشر!

تحسرت على وضع من سمح لهذه العقليات أن تنضم للإعلام مهنة الكبار، تحت ذريعة الرأي الحر، والرأي الآخر.. لا نصدق أن مصر العظيمة والتي أنجبت عقولا ومواهب في كل المجالات يصل الحال بها إلى ظهور هذه العينات التي تسيء لنفسها وللإعلام المصري بشكل غير مسبوق.