كثير من المساجين البدناء لديهم دهون وسكر وضغط.. هذا أمر طبيعي. هذا الأمر ـ حسبما بدأت فهمه ـ لا يستدعي الإفراج، كثير من المساجين لديهم هذه الأمراض، هذه الأمراض ليست كافية،
لكن ـ ركزوا معي ـ إن كان هناك سجين من هؤلاء لديه ـ إضافة لما سبق ـ تضخم في القلب، فإنه يستحق الإفراج عنه فورا، مهما كان حجم سرقاته!.
- أنا لا "أقدح من راسي" كما يفعل الأستاذ القدير خالد البلطان، أنا إنسان "على قد حالي"، هذا هو كلام محكمة الاستئناف في جدة.. حيث نقضت هذه المحكمة الموقرة حكما يقضي بالسجن 7 سنوات، وغرامة مليون ريال على كاتب عدل؛ أدين بتورطه مع "هامور"، لاستخراج صك أرض مساحتها 4 ملايين متر مربع شرق جدة، مقابل حصوله على رشوة بقيمة 60 مليون ريال، حيث اكتفت الاستئناف بتغريمه مبلغ مليون ريال والإعفاء من السجن؛ لأنه مريض بالقلب!.
- ليس كل كتاب العدل مشبوهين، وليسوا موضع ريبة، هناك منهم من يستحق التقدير والاحترام، ولطالما طالبت بتحسين أوضاعهم..
ومازلت أطالب بمساواة كاتب العدل بالقاضي، في مسألة الرواتب؛ عطفا على أنه يشترط في كاتب العدل ما يشترط في القاضي!
لكن ـ وهذا مربط الخيول كلها ـ لا يجب أن نضع أحدا فوق مستوى المحاسبة تحت أي ذريعة.. لا يجب أن نبث شعورا سلبيا كهذا في المجتمع.. كاتب العدل إن أخطأ يجب أن يتحمل خطأه.. لا يوجد نص شرعي يضع كاتب العدل فوق ميزان العدالة.. ولا أعلم نصا يقول: إن كان كاتب العدل لديه تضخم في القلب يجب عدم سجنه، مهما بلغ حجم سرقاته!
.. نبينا محمد عليه الصلاة والسلام يقول: "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وَأيْمُ اللهِ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقَطَعْتُ يَدَهَا"..
- ما لكم كيف تحكمون؟!