لم تمر حالة طفلة مصابة بمرض التوحد على الطالبتين أسماء فطاني، وأفراح مشاط، مرور الكرام، بل كانت حالة الصغيرة التي تعاني من مشاكل في التخاطب مصدر إلهام لفكرة ابتكار قمن بتنفيذه، وحصلن عنه على الميدالية البرونزية في "معرض ابتكار 2013" بالرياض.

تقول فطاني "ابنة جارتنا مصابة بمرض التوحد، وقدرتها على التخاطب ضعيفة، فإذا أرادت شيئا تصرخ بصوت مرتفع، وتلقي نفسها على الأرض، وكان هذا يسبب لها ألمًا ويصيب والدتها بالإحراج".

وأضافت أن مشكلة مريض التوحد هي صعوبة التعبير عما بداخله، فيلجأ عندها لطريقة أخرى للفت الانتباه، كالصراخ، أو ضرب الجسد في الجدار أو الأرض، وهذه الأفعال قد تؤدي إلى مشاكل جسدية ونفسية".

وقالت زميلتها أفراح مشاط "إن الابتكار عبارة عن تطبيق اسمهTalk the Talk يستخدم في الأجهزة اللوحية يساعد أطفال التوحد على تنمية مهارة التخاطب، من خلال تعليمهم الكلمات الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، وهو أول منتج عربي في هذا المجال".

وعن آلية عمل التطبيق، أضافت "عند فتح التطبيق تظهر أيقونتان، الأولى إما للتسجيل كمستخدم جديد، أو الدخول مباشرة بحسب اسم الطفل، وهي خطوة تتطلب إشرافا سواء من قبل الأب أو المعلم، وبعد ذلك في حال الدخول مباشرة ستظهر الكلمة التي توقف عندها الطفل على ثلاثة أنماط.. صورة، وكيفية نطقها، وتهجئتها، فمثلا لو كانت الكلمة "تفاحا" فستظهر صورة ثمرة التفاح، وأيقونة يضغط عليها ليستمع لنطقها الصحيح، ثم تهجئتها، بعد ذلك يضغط على أيقونة أخرى يطلب منه إدخال نطقه، وبفضل وجود خاصية "التطابق الصوتي" التي تمكن المريض من إتقان كل مرحلة، بحيث لا ينتقل إلى التالية حتى يتقن المرحلة التي قبلها".

وقالت مشاط "في نهاية كل مستوى ستكون هناك مجموعة من الألعاب التي تظهر مدى استفادة الطفل من الكلمات ككل، ومنها لعبة أجزاء المنزل، وفيها يكون المطلوب منه ترتيب المنزل (السرير في غرفة النوم، الملعقة في المطبخ..، ولكنه لا يستطيع تحريك القطع إلا بعد نطقها وهكذا".

وتابعت قائلة "بعد تنفيذنا للنموذج الأولي قمنا بعمل بحث علمي بعنوان: "قياس فعالية التطبيق" لدى عينة من أطفال التوحد بمدينة مكة المكرمة، عددها 70، حددنا مجموعة ضابطة، وأخرى للاختبار الذي يتم على مجموعتين، ويتضمن الامتحان أربع كلمات، بعد ذلك نأخذ المتوسط الحسابي لدرجات المجموعتين، ثم نعلمهم مجموعة من الكلمات، واختبارهم مرة أخرى".

وأوضحت أن التجربة استمرت لفصل دراسي على فترات متقطعة، وأثبتت أن التطبيق فعال أكثر من الطريقة التقليدية بنسبة كبيرة.

وعن الصعوبات التي واجهنها، قالت "العوائق تركزت في ضعف الدعم المادي، وعدم تبني الجهات المختصة تنفيذ الابتكار، وتأخر إصدار براءة الاختراع"، مشيرة إلى أن في المملكة أكثر من 120 ألف طفل توحدي، و40% من أطفال التوحد في العالم يعانون من مشاكل في التخاطب.