بينما بدأ الفنانون في مصر فعليا في تصوير أعمالهم الدرامية؛ تمهيدا لعرضها في الماراثون الرمضاني المقبل، برزت مشكلة كبيرة في مجال الإنتاج الفني، بعد أن ثبت تزامن الموسم الدرامي الرمضاني المقبل مع فعاليات انطلاق الحدث الرياضي الأبرز في العالم وهو "كأس العالم"، المقرر انطلاقه في البرازيل في منتصف شهر يوليو المقبل، وهو نفس الوقت الذي سيحل فيه شهر رمضان.
منتجو الأعمال الدرامية أبدوا تخوفا حيال هذا المأزق، خاصة وأن تزامن كأس العالم مع رمضان، كونه الموسم الدرامي الأبرز ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي، قد يسبب للمنتجين مشكلات في تسويق أعمالهم، من ناحية، واستحواذ المناسبة الكروية العالمية على النسبة الأكبر من الإعلانات التي كانت تستأثر بها أعمال رمضان.
العديد من منتجي الأعمال الدرامية التي يقوم ببطولتها نجوم كبار، مثل عادل إمام، ومحمود عبدالعزيز، ويحيى الفخراني، ويسرا، لن يواجهوا أزمة في تسويق أعمالهم؛ لأن غالبيتهم نجح بالفعل في تسويق تلك الأعمال لعدد من الفضائيات. المنتج والفنان محمد الشقنقيري، قال لـ"الوطن"، إنه امتنع عن إنتاج أعمال هذا العام بسبب ضبابية الموقف الإنتاجي في مصر من ناحية، ومن ناحية أخرى تجنبا للمشكلات التي من المؤكد أنها ستظهر خلال الموسم الرمضاني المقبل، والمتعلقة بتسويق الأعمال، خاصة وأنه سيواكب انطلاق فعاليات كأس العالم لكرة القدم.
وأكد الشقنقيري، الذي أنتج العام الماضي مسلسل "في غمضة عين" بطولة أنغام، وداليا البحيري، أن البعد عن المشكلات في أغلب الأحيان يكون ذا فائدة كبيرة، لذلك قرر الابتعاد هذا العام عن الإنتاج، والمشاركة فقط كممثل في الأعمال الدرامية.
المنتج تامر مرسي، قال إنه لم يواجه أي مشكلات خلال العام الجاري، خاصة وأنه مسلسله الجديد "صاحب السعادة"، بطولة عادل إمام، اتفق على عرضه بالفعل في عدد من الفضائيات حتى قبل البدء في التصوير.
أما المنتج محمد فوزي، فأكد أن هناك مشكلة كبيرة بالفعل سيواجهها صناع الأعمال الدرامية هذا العام، بسبب كأس العالم، مشيرا إلى أن لديه ثلاثة أعمال مؤجلة من العام الماضي سيخوض بها السباق الرمضاني الجديد، وهي "مولد وصاحبه غايب"، بطولة فيفي عبده، وهيفاء وهبي، و"سلسال الدم"، لعبلة كامل، ورياض الخولي، و"ألعاب خطرة"، لحسن الرداد، وأحمد صفوت وأيتن عامر.
وأكد فوزي، أن تزامن كأس العالم مع دراما رمضان 2014 سيؤثر على توزيع نسبة إعلانات الفضائيات، التي سيتجه معظمها إلى مباريات كرة القدم.
ويرى المنتج أحمد الجابري، أن "كأس العالم" سيؤثر بالتأكيد على دراما رمضان هذا العام، خاصة وأن هذا الحدث الكروي الأكبر لا يأتي إلا كل أربع سنوات، وينتظره الجمهور بلهفة"، مؤكدا أن هذه المباريات ستأخذ جزءا كبيرا من "تورتة" الدراما، وهو الأمر الذي جعله يتأنى هذا العام في اختياراته الجديدة، إذ لم يحسم أمره حتى الآن بشأن مشاركته في السباق الرمضاني المقبل من عدمه.
من ناحية أخرى، كان للناقدة المصرية نهى جاد، رأيا مغايرا، إذ قالت إنه "من المحال أن تؤثر مباريات كأس العالم على دراما رمضان هذا العام، فجمهور المنازل الذي يشمل الأسرة المصرية، ينتظر أعمال رمضان بلهفة، كونها وسيلة للترفيه والتسلية، أما من يشاهد المباريات في المنازل، فسيشاهد الاثنين معا "الدراما وكأس العالم"، خاصة وأن المسلسل الواحد يعاد عرضه عدة مرات، وعلى فضائيات مختلفة".