أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي، أمس، وجود مشاورات تجري بين الخرطوم وجوبا؛ لنشر قوات مشتركة لتأمين مواقع النفط في دولة الجنوب، مشيرا إلى أن جوبا هي التي اقترحت نشر هذه القوات. وأضاف في تصريحات صحفية حيث رافق الرئيس عمر البشير في زيارته إلى جوبا، "البلدان يتشاوران حول نشر قوات مشتركة لتأمين مواقع النفط في دولة الجنوب، وذلك بناء على طلبهم. والتشاور يجري على نشر قوات في كل المواقع التي تحتاج لمراقبة بما في ذلك الحدود بين الدولتين". وتابع "بناء على طلب وزارة النفط بدولة الجنوب سيتم إرسال 900 من الفنيين السودانيين للمساعدة في تشغيل حقول نفط الجنوب، وهؤلاء يتأهبون الآن وفي انتظار بعض الترتيبات للمغادرة إلى هناك".

في غضون ذلك وجه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزير العدل بتسريع إجراءات إطلاق سراح الأمين العام السابق لـ"الحركة الشعبية"، الحزب الحاكم، "باقان آموم" أحد القيادات الانقلابية المعتقلة. وقال وزير خارجية جنوب السودان، برنابا بنجامين، إن "سلفاكير لا يمانع في إطلاق سراح آموم رغم أن التحقيقات الجارية بتهمة قيامه بالمحاولة الانقلابية لم تنته بعد". وأكد أن هذه الخطوة جاءت استجابة لطلب منظمة "إيجاد"، التي تتولى أمر الوساطة الأفريقية، وردا على ادعاءات بتصفية باقان، متوقعا إطلاق سراحه عقب اكتمال الجوانب القانونية.

وكانت الاشتباكات قد تجددت في جوبا قرابة ساعة مساء الأحد، وتحدث شهود عيان عن سماعهم دوي إطلاق النار قادما من جهة مقر قيادة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الحكومية باتجاه الأطراف الشمالية للمدينة. ويسود جو من التوتر في جوبا مع انتشار إشاعات عن تقدم المتمردين نحو المدينة التي تقع على ضفاف النيل الأبيض.

وقال الخبير العسكري السوداني اللواء أحمد عثمان إن السند العسكري لقوات نائب رئيس دولة الجنوب السابق رياك مشار، يأتي من قبل قوات الجبهة الثورية التي يقودها متمردون سودانيون في مناطق بدولة الجنوب. وأكد أن الإفرازات السالبة للصراع في جوبا ستؤثر بالسلب على الأمن القومي السوداني، خاصة الولايات الحدودية. مشيراً إلى أن السلاح يأتي لدولة الجنوب من الدول المجاورة. ونفى عثمان وجود انقلاب عسكري متكامل الحلقات، قائلاً إن مشار لا يمتلك قوات خاصة به بمدينة جوبا، وإن نفوذه منحصر بمناطق قبيلته فقط، كاشفاً عن مساندة قوات تتبع لحركة العدل المساواة المتمردة التي يقودها جبريل إبراهيم، لرياك مشار بمناطق بانتيو وغيرها. وأشارت تقارير إلى أنباء عن مقتل قائد كبير بالجيش الحكومي في كمين بالقرب من بور. وهو ما نفاه المتحدث باسم جيش دولة الجنوب، فليب أجوير الذي اتهم وسائل الإعلام في الخرطوم بالترويج لما وصفه بـ"أحلام شيطانية ترمي لانهيار دولة جنوب السودان". وتحدث عن أنباء تؤكد دعم الخرطوم للمتمردين، إلا أنه لم يؤكد صحتها.