ذهبت توقعات الغالبية العظمى من المنتمين للوسط الرياضي أدراج المدرب (بيريرا) الذي تسبب في أن يخرج الأهلي من الموسم كاملا (صفرا) مع بصيص أمل بأن يلعب آسيويا إما رابعا أو نصف مقعد.

وفي الأصل وبعد التعاقد مع البرتغالي فيتور بيريرا منذ بداية الموسم كانت التوقعات بفريق بطل ومبهر بوجود نجوم كبار يتقدمهم البرازيليان فيكتور وسيزار، لكن خطة عمله جاءت وبالا على الفريق حتى أصبح بلا هوية، وعاد في الثلث الأخير من الموسم بما يشير إلى إمكانية إنقاذ موسمه ببطولة كأس الملك لكنه سقط في أنياب الليث الشبابي.

الإدارة الأهلاوية أعطته كامل الصلاحيات فتعجل التغيير قبل حلول فترة التسجيل الثانية وأبعد أهم وأقوى النجوم فيكتور وسيزار، وقبل ذلك خسر العملاق العماني عماد الحوسني بالإصابة.

ولم يوفق بيريرا في البدلاء وخصوصا الكوري (سوك) الذي لن أقول عنه (سكة!) ولكنه لم يقدم ما يشفع له بأنه (ربع) ضالة الهجوم، بل أدان مدربه الذي راهن عليه وأبقاه رغم إصابته ثم أعاده أساسيا أغلب المباريات بما يضر زملاءه وبدلاءه..!

أيضا لم يطور مستوى لاعبين يرتجى فيهم مستقبل كبير كبصاص وصالح الشهري، وعجز عن توفير ظهير أيمن (بديل).

هذا ما أقرأه بوجه عام، دون أن أبحر في التدريبات اليومية لأنني لا أعرف عنها شيئا، وهي من مسؤوليات من يقيم عمله كي يخرج بنتائج علمية وعملية.

وفي شأن المباراة النهائية أمام الشباب، وقع الأهلي في أخطاء كثيرة، أولها الوصول إلى الملعب قبل دقائق من بدء المباراة وهذا له تبعات نفسية وبدنية يدركها المدرب أكثر، وهو المتحكم في برمجة الفريق، أيضا المسؤول الإداري يتحمل جانبا من المسؤولية ما لم يكن القرار كليا لغيره، وقد نعذرهم جميعا (إذا) كان طرأ عائق قاهر في الطريق، علما أنه من السائد مرافقة سيارات أمنية لتسهيل الصعاب.

وفي الميدان كانت البداية أهلاوية وبشكل لافت لكن ركلة الجزاء الشبابية في الدقيقة التاسعة أتت بآثار عكسية، وتضاعفت السلبيات نفسيا وبدنيا بالهدف الثاني قبل مرور الدقيقة 20 من خطأ الحارس المثابر عبدالله المعيوف الذي أتمنى ألا يتأثر، وأن يجد العون والتحفيز من مسؤولي النادي.

وبالتأكيد أصبح الشباب أكثر قوة وهيبة وثقة، بينما تبعثرت أمور الأهلي، ولم يعد المدرب ولا غيره قادرين على إعادة الفريق لوضعه الطبيعي، بل الخوف يرهب اللاعبين من هدف ثالث، وهو ما حدث في (أسوأ) وقت للأهلي وأنصاره بعد دقيقتين من الشوط الثاني، حينها خارت القوى ولم تعد التغييرات مجدية.

ربما كان من واجب المدرب أن يجري تغييرا مبكرا بعد الهدف الثاني مباشرة والدفع ببصاص على حساب الظهير عقيل لكن في مثل هذه الأمور العصيبة تضيع علوم المدرب..!

ولذا من الصعب إلقاء اللوم كاملا على بيريرا في هذه المباراة، وخصوصا أنه سار بشكل تصاعدي في الأدوار السابقة وتغلب بكفاءة على جاره الاتحاد ذهابا وإيابا، لكنه واجه ظروفا عكسية منذ الدقيقة التاسعة في المباراة النهائية، وبالتأكيد أن الشباب فاز بجدارة وحاز اللقب الأهم والأثمن في نهاية الموسم.

أنتقل إلى مساحة أخرى في تقييم عمل بيريرا على صعيد تعامله مع الإعلام واللاعبين، ومن خلال ما نشاهده في المباريات فإنه جاف وعصبي وكلماته لاذعة، لكن على صعيد تعامله داخل النادي وفي التدريبات هذا شأن إدارة النادي والمحيطين بعمله. لا بد من معرفة أفكاره المستقبلية ومواجهته بالأخطاء والملاحظات كي يكون القرار باستمراره من عدمه صائبا بعد تقصي كل مقومات التقييم.