وسط استعدادات مدرسيّة وصحيّة وأمنيّة، أدّى نحو نصف مليون طالب وطالبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية في تعليم الرياض، ونحو 115 ألفا بتعليم منطقتي القصيم والجوف أول امتحانات منتصف العام الدراسي الحالي في جو مائل للبرودة حيث سجلت درجات الحرارة 13 درجة مئوية. ودفع ذلك عددا من الطلاب إلى ارتداء الملابس الشتويّة، فيما حولت أمطار الفجر بالجوف قاعات الاختبارات إلى لون الفراء الداكن.
وخلال رصد "الوطن" لأجواء اليوم الأول، لوحظ حرص المسؤولين في المدارس على استقبال طلابهم منذ وقت مبكّر، وتوجيههم نحو قاعات الامتحان حسب ملصقات تحمل أسماءهم وأرقام جلوسهم، كما لوحظ تواجد العديد من الطلاب الذين يدرسون بنظام "المنازل" من بينهم متقدمون في السن يجلسون جنباً إلى جنب مع طلاب المتوسطة والثانوية لتأدية امتحاناتهم، وسط مرور فرق صحيّة على المدارس للتأكد من الجانب الصحي للطلاب والطالبات.
أما خارج المدارس فلوحظ الصخب المروري في التقاطعات والشوارع المؤدية للمدارس وسط حرص الأسر وسائقي نقل الطلاب والطالبات على إيصال الطلاب لمدارسهم مبكرا، وعدم تأخرهم عن الامتحان، وسط تواجد مروري بالعاصمة لضمان تأدية امتحانات الطلاب دون مشاكل مرورية.
وقام مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور إبراهيم المسند بجولة تفقدية على بعض المدارس للاطمئنان على سير اختباراتها، وفي نهاية الجولة قال المسند في تصريح صحفي إن جميع المدارس والإدارات والأقسام المعنية أنهت استعداداتها لاستقبال الطلاب والطالبات، وتم اتخاذ الترتيبات اللازمة لأداء الاختبارات من رسم الخطط وتوزيع اللجان داخل مكاتب التربية والتعليم وداخل المدارس.
متابعة صحية
من جانبه، أوضح مدير الصحة المدرسية الدكتور وحيد الخميس أن الصحة المدرسية بتعليم الرياض أقامت 82 مركزاً للإشراف الصحي أثناء الاختبارات منها 49 مركزاً للبنين و33 للبنات، تغطي من خلالها جميع مكاتب التربية والتعليم في المنطقة.
إلى ذلك، أكدت مديرة إدارة الاختبارات والقبول للبنات هدى الصويغ على أن إدارة القبول بتعليم الرياض كونت لجنة للإشراف على سير العمل بنظام الرصد الآلي "نور"، تتابع عملية إدخال الدرجات من قبل المدارس بشكل يومي، وتتواصل مع مديرات المكاتب لرفع تقارير يومية بنواقص الدرجات، وتعمل على حل المشكلات الطارئة التي تواجه المدارس في عملية إدخال الدرجات، كما تتولى عملية إغلاق الدرجات والإشراف على التعديلات بعد عملية الإغلاق، وبذلك يتمكن ولي أمر الطالبة من الاطلاع على نتيجة ابنته من خلال الدخول على الموقع الإلكتروني.
من جانب آخر، أكدت مديرة خدمات الطلاب في الإدارة حصة العيسى، على جاهزية المدارس فيما يخص النقل المدرسي والمقاصف، حيث تم التنسيق مع متعهدي النقل العام ومتعهدي نقل طلاب وطالبات التربية الخاصة، والتأكيد على سائقي الحافلات بأهمية إحضار الطلاب والطالبات قبل بدء الاختبارات بوقت كاف، والالتزام بنقل الطلاب والطالبات لمنازلهم وفقا لمواعيد الخروج المقررة، كما نبهت السائقين إلى وجوب التأكد من خلو الحافلات من الطلاب والطالبات بعد نزولهم منها.
وذكر مدير إدارة الأمن والسلامة المدرسية بتعليم الرياض صالح الحربي، أن إدارة تعليم المنطقة حريصة على سلامة وأمن الطلاب في هذه الفترة، حيث كُلِف الدكتور محمد القحطاني بالتنسيق مع مديري مكاتب التربية والتعليم للبنين في الرياض والجهات الأمنية ذات العلاقة لتوفير الجو الآمن للطلاب ورصد بعض الظواهر السلبية التي تبرز في هذه الفترة، أما ما يخص مدارس البنات فقد باشرت المساعد للأمن والسلامة المدرسية للبنات ريم الحربي، حصر المدارس الحكومية المتوقع حاجتها للدعم الأمني، ووجهت حارسات الأمن إلى مكاتب التربية والتعليم لضبط المدارس مما يساعد الطالبات على تأدية الاختبارات بيسر واطمئنان.
من جهته، نبه مدير التوجيه والإرشاد في الإدارة زيد العسكر إلى ضرورة متابعة أولياء أمور الطلاب لأوقات خروج أبنائهم من المدارس والموضحة في جداول الاختبارات أو التواصل مع إدارات المدارس بخصوص هذا الشأن لتجنيبهم المخالفات والتجاوزات السلوكية.
القصيم بلا عوائق
وفي منطقة القصيم، تخطى أكثر من 80 ألف طالب وطالبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية أول أيام الاختبارات بنجاح حيث لم تعترضهم أي مشاكل في التأخير أو الغياب، بعد أن استنفرت الإدارة العامة كافة استعداداتها منذ وقت مبكر بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية الأخرى أثمرت عن إنجاز كافة متطلبات التهيئة الملائمة لأداء الاختبارات، وبارك المدير العام للتربية والتعليم بالقصيم عبدالله الركيان تلك البداية المحفزة للاختبارات، التي خلت من العوائق أو المشاكل التي قد تؤثر على منهجيتها واستمراريتها.
أما مدير إدارة الاختبارات والقبول، رئيس لجنة الاختبارات "بنين" في الإدارة العامة للتربية والتعليم علي الزميع فأوضح أن جهود الإدارة العامة والأقسام المعنية انعكست على تجاوز اليوم الأول للاختبارات بكل يسر وسهولة.
وعلى صعيد أعمال التدقيق والرصد والإشراف، بين الزميع أن أعمال لجنة الاختبارات المسائية بدأت مهامها منذ أول ربيع الأول الجاري، وستستمر حتى نهاية فترة الاختبارات.
وفي السياق ذاته، أكدت مساعدة مديرة الاختبارات والقبول، رئيسة لجنة الاختبارات "بنات" سلوى المرشد أن اليوم الأول شهد نجاحاً في عملية الأداء والانتظام من قبل الطالبات، ساعد في ذلك الجهود المبذولة مسبقاً، في سبيل التجهيز والإعداد لقاعات الاختبارات، ومتطلباته الإدارية.
وأضافت أن اللجان الخاصة بعمليات التدقيق والرصد والمتابعة لدرجات الطالبات قد بدأت مهامها، وتعمل على إنهاء مهارات المرحلة الابتدائية خلال هذا الأسبوع، إضافة إلى إغلاق درجات المرحلة المتوسطة ابتداء من الأحد 11 ربيع الآخر المقبل، والمرحلة الثانوية من 13 ربيع الآخر المقبل، على أن يتم تسليم إشعارات الفصل الدراسي الأول للطلاب والطالبات بعد إغلاق الدرجات مباشرة.
اختبارات الجوف الباردة
وفي الجوف، توجه أكثر من 34 ألف طالب وطالبة في 283 مدرسة متوسطة وثانوية للبنين والبنات لاختبارات الفصل الدراسي الأول، وهم يرتدون "الفراء" لحمايتهم من طقس المنطقة التي تشهد موجة برد شديدة صاحبها هطول المطر مع ساعات الفجر الأولى من أول أيام الاختبارات واستمر حتى العاشرة صباحاً بأمطار خفيفة، في الوقت الذي عملت فيه المدارس على تهيئة جميع الوسائل المعينة لتحقيق نتائج متميزة في نتائج الاختبارات.
واطمأن المدير العام للتربية والتعليم مطر الزهراني على سير الاختبارات وتابع ميدانياً وعبر الهاتف تقارير المشرفين والمشرفات في المدارس، ووجه بمعالجة وحل بعض الإشكالات الفنية والإدارية التي تم رصدها في المدارس
حائل وسط الضباب
وفي حائل، استقبل عدد من المدارس طلابها بالورود عند حضورهم لأداء امتحاناتهم وسط أجواء ضبابية أثرت على وصول المعلمين والطلاب إلى مدارسهم خاصة خارج مدينة حائل، فيما اتفق عدد من الطلاب على أن أسئلة اختبار مادة الرياضيات في اليوم الأول حملت طابع السهل الممتنع.
ونفذت إدارة مرور المنطقة خطة في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد أن أثر الضباب الكثيف على مستوى الرؤية الأفقية إلى 300 متر، وأوضح الناطق الإعلامي لمرور حائل المقدم بندر الحربي أن الضباب الذي حد من مدى الرؤية الأفقية لم يتسبب في أي حادث داخل وخارج مدينة حائل.
