على شاطئ البحر الأحمر، هناك حيث نتجه جنوباً بمحاذاة الساحل، تقع مدينة القنفذة تلك المدينة التي زرتها للمرة الأولى قبل أيام فوقعت في غرام حب شاطئها البِكر الذي لم تلوثه حتى الآن على الأقل أيادي البشر، تبعد القنفذة عن جدة حوالي الـ400 كلم، وهذا البعد المكاني ظلمها كثيراً فهي بلا مطار أو جامعة رغم أن بها كل مقومات المدن التي تستحق التكامل الخدماتي، ومع ذلك أغبطُ هذه المدينة على شبابها فوالله إنهم من أخلص الشباب الذين قد صادفتهم في حياتي، فبرغم كل الإمكانات المحدودة لم يركنوا إلى التشاكي والتباكي من نقص الخدمات بل نفضوا غبار الخمول عن سواعدهم وأسسوا مجموعة تطوعية لتكون (بصمة) تَطبعُ على رمالها الذهبية الغضة علامات التحدي وخدمة المجتمع بصدق ومن أبناء المنطقة وما جاورها من قُرى، وما رأيته من هؤلاء الشباب يدعو للفخر فهم من رتبوا ونظموا تفاصيل الدورة التدريبية، التي تشرفت بإلقائها لهم بل وتشرفت بزيارة مقرهم الذي يعج بالصور والأنشطة التي قاموا بها وفي كل اتجاه وبكل قوة ودون كلل أو ملل تنوعت بين تظليل أماكن استراحة مسافرين وبين ترميم مسجد وبين دعوة غير المسلمين للإسلام والكثير الكثير، ولأنهم عرفوا نقطة ضعفي أمام الطعام أكرموني بتجربة أحد ألذ المأكولات الشعبية فضربتُ بالخمس في السمك والخبز والخمير المطبوخ داخل (الميفا) مع قليل من (السليط) وهو زيت السمسم حتى كدتُ أن استلقي على قفاي وأحلم بوجود قطار يسهل عليّ زيارة القنفذة كل أسبوع.. اللهم حول الحلم إلى حقيقة.

خاتمة.. في لحظة تأمل وأثناء تجول مقلتاي على شاطئ البحر همست لنفسي أيعقل أن يسمى كل هذا الجمال قنفذة!

فقررت أن أطلق عليها ومن اليوم اسم (ريم البحر) فما رأي من له الرأي؟.