"لا يكسب فريق مباراة يخوضها لاعبوه بأقدام مكبلة".. هذه إحدى بديهيات كرة القدم التي لا تقبل الجدل أو التشكيك، وهي تفسر لماذا خسر الأهلي نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الشباب، وسقط بشكل مدو بثلاثية ثقيلة في نحو ثماني وأربعين دقيقة فقط.

منذ تأخرت حافلة الأهلي في الوصول إلى ملعب المباراة إلى قبل بدئها بنصف ساعة فقط توقعت أن الفريق سيخسر النهائي، وكان هذا خطأ إدارياً فنياً مزدوجاً، ففي مثل هذه المباريات التي تقام على ملعب يطؤه اللاعبون لأول مرة أمام جمهور كبير، وفي ظل ظروف ضاغطة كان يفترض أن يصل الفريق قبل نحو الساعتين من موعد الانطلاقة حتى تتاح للاعبيه فرصة التأقلم مع هذه الأجواء، ومع الملعب، وأرضيته، وجمهوره الصاخب، والأضواء المسلطة عليه وفيه بشدة.

كان يفترض أن يصل لاعبو الأهلي مبكرين، وأن تتاح لهم فرصة الاسترخاء في غرف تبديل الملابس، وأن يأخذ المدرب كفايته في شرح اللمسات الأخيرة لهم، وأن يجري الإحماء في أرضية الميدان أمام الجمهور لكسر رهبة مواجهته، خصوصا أن في تشكيلة الفريق تسعة لاعبين يعايشون مثل هذه الأجواء الصاخبة لأول مرة في نهائي كبير.

وخسارة الأهلي لا تنحصر فقط في الوصول المتأخر، فثمة سوء جلي في الاختيار العناصري والتهيئة النفسية، ويمكن تلمس ذلك من خلال إحصاء عدد التمريرات الخاطئة التي ارتكبها اللاعبون، ومن خلال كم "الهلع" الذي انتابهم من كثرة التمريرات التي كان عليهم إعادتها إلى الخلف نحو حارس ارتكب هفوة قاتلة كانت نقطة التحول في المباراة حينما نجم عنها الهدف الثاني.

لكل هذا، دخل اللاعبون المباراة وخاضوها مرتبكين متوترين خائفين، يفكرون بالمدرج وردة الفعل وتبعات ما بعد المواجهة، فكان تفكيرهم خارج الميدان، ولذا تكبلت أقدامهم داخله، فخسروا بـ"الثلاثة".