يردد بعض الإعلاميين والرياضيين بجهل تام مقولة تتعلق بالاتحاد السعودي لكرة القدم وأنه لا تجب محاسبته إلا بعد انتهاء دورته الحالية التي تمتد حتى ديسمبر 2016.
وهم لا يعلمون أن هذا الكلام الإنشائي يتعلق بالإعلاميين والرياضيين الذين ليست لهم علاقة بالعمل التنظيمي والإداري في آلية أعمال الاتحادات الوطنية لكرة القدم في العالم ومن خلال لوائح الفيفا الملزمة واللوائح المحلية المنسجمة معها.
نعم أي إعلامي وفي كل الأحوال ليس من حقه أن يحاسب الاتحاد سواء أثناء دورة عمله أو بعد انقضائها أو بعد عشرين عاما، وإنما يتلخص دوره في تقييم المرحلة وذكر السلبيات والإيجابيات التي حدثت، أما المحاسبة فهي للجمعية العمومية فقط.
ومن هذا المنطلق أقول للمتلقي الكريم، ومن ضمنهم بعض الزملاء الإعلاميين وبعض الرياضيين، وبعض الأعضاء، إن الأصل أن تتم المحاسبة لكافة أعمال الاتحاد المحلي من قبل الجمعية العمومية العادية سنويا في أغلب الأحوال، ولكن لمزيد من الشفافية قرر اتحادنا الموقر عقد جمعيتين عموميتين عاديتين في السنة الواحدة، حيث تتم محاسبته من أعلى سلطة كروية في البلاد!.
ويمكن أيضا محاسبة الاتحاد منذ الأسبوع الأول من انتخابه لو رأى أعضاء الجمعية العمومية (الأندية وليس الأشخاص كما هو الحال لدينا) أن مجلس الإدارة ارتكب "خرقا" للنظام الأساسي من خلال جمعية عمومية غير عادية تتم الدعوة لها من قبل أكثر من نصف عدد أعضاء الجمعية العمومية.
خرق النظام الأساسي يتم من خلال عدم تطبيق ما ورد فيه من مواد لآلية عمل الاتحاد، فمثلا عدم عقد الجمعية العمومية في مارس الماضي يعد خرقا للنظام الأساسي، وكان يجب عقد جمعية عمومية غير عادية ومحاسبة مجلس الإدارة على تقصيره، وإن لم يقدم مبررات مقنعة لعدم الدعوة لعقد الجمعية العمومية يمكن حل الاتحاد.. هكذا اللوائح تقول.
إن الجمعية العمومية وبما أنها السلطة الأعلى في اتحاد كرة القدم حسب اللوائح الدولية والمحلية ولها صلاحية حل مجلس إدارة الاتحاد فإن لها الحق في لفت نظر الاتحاد أو إنذاره أو تجميده أو اتخاذ أي إجراء ضد بعض أو كل أعضائه، لكن لا بد من لائحة تفسيرية لأعمال الجمعية العمومية وإجراءات العلاقة بينها وبين مجلس الإدارة في تفاصيلها الدقيقة.
إن عملية الانتخاب التي حدثت قبل عام ونصف العام لا بد أن تفضي إلى اتحاد مستقل يدير أعماله وفقا لنظام ولائحة وإلى جمعية عمومية تعرف دورها وحدودها وحجم مسؤوليتها وتأثيرها وإلا لا داعي للانتخابات، وشخصيا أعرف أن التحول من عالم الفوضى إلى عالم اللوائح أمر صعب جدا وشاق، خصوصا أننا كبيئة لا نرغب فيمن يقيدنا، ويغلب علينا العمل غير المؤسساتي وغير المتخصص ونعشق الازدواجية وأخذ الأدوار التي لنا ولغيرنا من واقع حب السلطة وحب التملك المتغلغل في أسلوب حياتنا.