تحتل السعودية بحسب تقرير صادر عن منظمة الغذاء العالمية عام 2009 المرتبة الثامنة عالميا في استيراد العسل من دول العالم. وقد يكون ذلك الترتيب العالمي قد تغير قليلا خلال السنوات اللاحقة، وبخاصة مع وجود توجه محلي للاسثمار في صناعة العسل، إلا أن التقديرات الرسمية وشبه الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام المحلية تشير إلى أن المملكة تستورد نحو 14 ألف طن من العسل سنويا، الأمر الذي يغري كبار النحالين في العالم للبحث عن موطئ قدم ضمن سوق الغذاء السعودي، والبحث عن فرص إيجاد الوكلاء والمشاركة في المعارض السعودية. ولهذا الغرض قدم نحالان إسبانيان إلى المملكة؛ بحثا عن شراكات مع قطاعات التموين والتغذية والتجزئة والمطاعم السعودية.
"الوطن" التقت النحالين الإسبانيين إنريكه سانتيرو وسيزار روديندو من شركة "فيثيه" (Feyce)، وهي شركة عائلية إسبانية تتعاقب على إدارتها عائلة روديندو، في معرض المأكولات السعودي "فودكس 2013"، الذي عقد مؤخرا بجدة، وسألتهما عن صناعة العسل في إسبانيا ورؤيتهما للسوق السعودية وما تحمله من فرص شراكات ولقاءات أعمال، وبخاصة أن حجم الإنتاج الكلي لإسبانيا من العسل يصل إلى 30 ألف طن سنويا.
ويصف سيزار وروديندو سوق الغذاء السعودي بأنه "سوق حيوي يتمع بنسب نمو هائلة: "إن السعودية لا بد أن تكون ضمن قائمة الدول المستهدفة بالمبيعات نظرا لتنوع السوق وضخامة حجمها. نحن نصدر منتجاتنا إلى 25 دولة حول العالم، ونسعى لأن تكون الدولة رقم 26 على قائمتنا، فهي تحتل تصنيفا متقدما في نسب الاستهلاك، وفيها سوق حرة تسمح بالتواجد لمن يرغب بالمنافسة وأخذ حصة من السوق. التقينا مع المهتمين بصناعة العسل من المستوردين والموزعين المحليين، وهو أمر ضروري لتبادل الخبرات بين أسواق التصدير والاستيراد المحتملة بشكل عام؛ حتى تكون هناك مواءمة بين احتياجات المستورد وإنتاج المصدر".
وفيما يسود اعتقاد أن جل تجارة العسل يقتصر على العبوات الصغيرة أو ما يباع من النحالين الجوالين إلى المستهلكين، إلا أن النحالين الإسبانيين يوضحان أن هناك براميل عملاقة يخزن فيها العسل ويصدر؛ ليستخدم ضمن مصانع الحلويات والمخبوزات العملاقة.
أما أفضل الأوقات التي ينتج فيها العسل، فيقول سيزار وروديندو إن "الأمر يعتمد على نوع العسل، فهناك نوعان تنتجهما شركة " Feyce" في إسبانيا، الأول عسل الزهور والثاني عسل الغابات. ويبدأ حصاد المحصول الزهري في يونيو من كل عام، أما محصول الغابات، فيبدأ إنتاجه في سبتمبر. ونخزن بعد ذلك العسل في براميل عملاقة لبيعه على مدار العام كما يفعل النحالون حول العالم. ونأمل في الوصول إلى إنتاج 20 ألف طن عام 2020 في مصنعنا بمقاطعة سلمنكا الإسبانية".
وحول أبرز المشكلات التي يعانيها النحالون في إسبانيا ويمكن تعميمها على بقية بلدان العالم، يقولان إن "المشكلة الأبرز تكمن في رداءة الطقس أحيانا وسوء التعامل مع خلايا النحل، فعندما يستخدم النحالون المضادات الحيوية أو المستحضرات المشابهة، يصبح المنتج النهائي من العسل غير صالح للاستهلاك البشري، واستخدامه يخالف الأنظمة الصحية المرعية".