لم تمنح مؤشرات الدراسات الاقتصادية المحلية المعنية باستحداث آليات القضاء على البطالة بين السعوديات، أي بُعد مهم لقطاع "الغزل والنسيج". ويمكن الاستناد إلى آخر دراسة في هذا الشأن تعود إلى ديسمبر 2012، أعدها مركز المعلومات والدراسات التابع لغرفة الشرقية، التي قدرت نسبة إشغال السعوديات في القطاعات التجارية غير الرئيسية، التي يندرج تحتها النسيج، بـ3% فقط.
ويستند الأكاديمي الاقتصادي سعد حمادي في سياق تحليله الاقتصادي على التقريرين السنويين لصندوق التنمية الصناعي السعودي 2011 و2012 على التوازي، اللذين يظهران أن نسبة العمالة الوطنية في قطاع النسيج والصناعات الجلدية عموماً لا تتجاوز 20% من مجموع التوطين في القطاعات الصناعية، وتحتل المرتبة قبل الأخيرة.
ويضيف في حديث إلى "الوطن"، أن النسبة تكاد تكون معدومة بالنسبة لإشغال السعوديات في هذا القطاع الحيوي، الذي يدر أرباحاً كبيرة، وبخاصة أن هذه الصناعة تشكل "إرثاً" تاريخياً في بعض مناطق المملكة. ودعا الأكاديمي المتخصص في دراسات التنوع الاقتصادي إلى ضرورة الاستفادة من تجارب عدة دول ساهمت في تخفيف ممنهج لبطالة السيدات عبر إلحاقهن بدورات ودبلومات متخصصة في قطاع الغزل والنسيج، وهي بنجلاديش ومصر وتركيا والهند، التي استطاعت خلق بيئات عمل تناسب طبيعة المرأة.
وطالب حمادي بضرورة حث السعوديات على الدخول لهذا القطاع الذي تتربع "العمالة الوافدة" عليه، إلا أنه أكد أن ولوج المواطنات لهذه الصناعة يجب أن يكون مقنناً؛ عبر تأسيس عملي وعلمي واقعي.
وفي سياق متصل، يرى صناعي في قطاع النسيج أن فتح هذا المجال أمام السعوديات يحتاج إلى تهيئة منذ سنوات الدراسة الجامعية؛ حتى يرتبط التعليم بالخبرة العملية والاطلاع على التجارب حتى قبل ولوج سوق العمل. ويقول العضو المنتدب بمجموعة السريع صالح السريع إن نحو 22 طالبة من قسم الغزل والنسيج بجامعة المؤسس زرن مصنع المجموعة لاستكشاف واقع تطور صناعة النسيج، موضحاً أن عملية تطوير السعوديات المختصات بهذا النوع من الصناعة مسؤولية الشركات الوطنية، مضيفاً أن "الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسات التعليم تضعنا أمام التزام وطني تجاه أبناء وبنات الوطن".
وحول أهمية إطلاع السعوديات على النماذج الصناعية في قطاع النسيج، قال السريع: "من المهم أن نساهم في صقل مواهب الطلبة من خلال إطلاعهم على آخر المستجدات في مجالنا الصناعي، بل ويتجاوز الأمر ذلك من خلال تبني المواهب وتدريبها ومنحها فرصة العمل"، موضحا أن فلسفة صناعة النسيج قائمة على "الإبداع والابتكار".