وفقا لوصف غالبية من يعودون بإرادتهم من مناطق الصراع خاصة "أفغانستان ـ العراق ـ سورية" يظل السعودي حرا بخياره حتى يصل إلى تلك المناطق، فيصبح أسيرا مختطفا يباع ويشترى ويقال له: أنت "بنك متحرك وغنيمة"، كما قيل لمسفر اليافع "17عاما" العائد من سورية الذي تحدث في برنامج تلفزيوني، غرر به المتوسلون للنجومية، عباد المال والشهرة، المروجون للإرهاب تحت مسميات الجهاد "من مقيمين بيننا ومواطنين"، وهم وأبناؤهم يرفلون في أرقى المدن والمصايف، وأبناؤهم يدرسون في جامعات عالمية.
يروجون لأمة غير أمتهم عبر حطب المرحلة من "أبنائنا وبناتنا المضللين" ويستخدمون "تثوير الغيارى" وهم أنفسهم بلا غيرة، ولا شهامة ولا رجولة، تجعلهم ضمن طلائع المغامرين الراحلين عنا إلى مناطق الصراع؛ لأنهم "سماسرة حرب" وبلا مصداقية، مزايدون على قضايا وملفات التنمية، ونقد برامج الإصلاح بأسلوب التكريه والتحشيد والتسخيط، وهذه نتائج طرحهم وسمومهم المنتهية بالترويج للزج بالأطفال والقصر والمغرر بهم في حروب لا يطيقونها، يُسوق "سدنة الزلزال العربي" لها ونحن نشاهد المنطقة العربية يُدك بعض مدنها دكا بلا رحمة في سورية واليمن وليبيا، والفتنة تنتقل وتشتعل وتخمد حتى في بعض القرى والمحافظات، حتى الدول الآمنة طالتها، كما حدث في "معان الأردنية" مؤخرا وبنفس أسلوبهم، بالطبع حجمهم وقزم أفعالهم قرار مكافحة الإرهاب، ونترقب كف أيديهم وإبعادهم عن المنابر ومعاقبتهم لنحمي وعي شبابنا منهم!.
فجع مجتمعنا المحافظ بحادثة اختطاف "إرهابيتين" لمجموعة أطفال والهروب بهم إلى اليمن، بتحدٍ وكسر للتقاليد!
استيقاظ المجتمع وصدمة المغامرة يؤكدان أن بركانا خامدا بيننا ينفجر ليطال أسر وعشائر وقبائل لن تسمح بالتمرد المخزي، تفاصيل الحدث فيها من العار ما يجعل الأمر يستحق أسلوب الردع، خاصة لمروجات الأكاذيب رغم التوثيق والشهادة وصور الرحلة، هناك من ينشط لترويج أن الإرهابيتين الهاربتين "مختطفات".. أسلوب قلب الحقائق متلازمة التقنية و"اكذب حتى يصدقك الناس" هو من شعارات شبكات التواصل، وعبثا يحاول البعض تأكيد ونشر صور توثق رحلة العودة، هناك من يروج الإشاعات، والمهم أن يطبق القانون بصرامة وبعقوبات رادعة.
لاحظت أن غفلة المجتمع قاسم مشترك في مسلسل قضايا الإرهاب والاختطاف والهروب الملبد بدهشة الأهل، وتبدى ذلك في أوج حربنا مع الإرهاب، كل من هرب أبناؤهم للدول المنكوبة بالتنظيمات الإرهابية يظهرون دهشة تكشف حجم التفكك الأسري!.
احتواء العائدين أكثر ما تخشاه التنظيمات الإرهابية، ويسبب لها هلعا؛ لأنه يفضحها، والجهود لا بد من تضافرها لتحجيم الأكاذيب وتقديم الحقائق،
العائد مسفر، بمقطع حرك مشاعره عاد إلى والدته.. هناك بصريون مهما يسمعون ويقرؤون لا يقنعهم سوى ما يبصرونه، فأخرجوا ما لدينا من وثائق بصرية تحرك ضمائر الحيارى لحماية هذا الجيل، ولعل المغرر بهم يعودون.