دفع البحث عن تحقيق مجد رياضي، المهاجم الكاميروني سولومون بينجوندو، للتوجه إلى إندونيسيا، بيد أن حلمه هناك بدأ بمعايشة الفقر ثم المرض وأخيرا مفارقة الحياة في بلد وصلت فيه قضية حجب أجور اللاعبين من قبل أنديتهم، ووفقاً لرابطة اللاعبين المحترفين الدولية، "أبعاداً كارثية"، خاصة وأن حالة بينجوندو (32 عاما) هي الثانية للاعب أجنبي حيث بقي الأوروجوياني دييجو مينديتا لأشهر دون رواتب وتعرض لعدوى فيروسية أدت لوفاته بعد عجزه عن دفع تكاليف علاجه.

ومثل جميع أقرانه الأفارقة، وصل بينجوندو إندونيسيا عام 2005 كلاعب واعد، آملاً في بناء مسيرته الاحترافية في ملاعب أكبر بلدان جنوب شرق آسيا، وللحصول على رواتب أعلى من تلك التي يتقاضها في موطنه، وهو ما أكده شقيقه "بيلبي فيرديناند" لوكالة الأنباء الفرنسية من داخل منزل متواضع يتقاسمانه سوياً بالقرب من العاصمة جاكرتا، وأشار إلى أن شقيقه لم يكن قادراً على تغطية تكاليف علاج مرض غامض داهمه قبل أن يفارق الحياة الشهر الماضي، وأضاف أن شقيقه كان ساخطاً من المعاملة التي يتلقاها من ناديه، ووصل به الأمر للتوجه نحو الشوارع للتسول بجانب احتجاجه في مسيرة انضم إليها زملاؤه الأفارقة في الفريق دون جدوى.

ولعب بينجوندو لعدد من الأندية هناك قبل أن يوقع لفريق "بيرسيبرو" موسم 2011/12، ووفقاً لشقيقه فقد تلقى بداية 20 مليون روبيه (مايقارب 1.650 دولارا أميركيا)، ولم يتسلم شيئاً بعدها، وواصل اللعب معهم حتى نهاية الموسم قبل عودته إلى جاكرتا حيث يعيش مع شقيقه، وبدأت معاناته تزداد صحياً ولم يكن بمقدوره سوى اللجوء لعيادات صغيرة، ومع تدهور حالته كان يأمل في المعالجة لدى مستشفى أكبر أو حتى العودة إلى الكاميرون، إلا أنه لم يكن يملك الوسيلة لذلك، وفشلت كل توسلاته للنادي بمنحه مستحقاته قبل وفاته في نوفمبر الماضي.