قرابة الساعة قضيتها أتصفح موقع لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة منطقة الرياض.. كنت أبحث عن سبب يقنعني بتباين أداء بعض هذه اللجان في مناطق، واختفائها في مناطق أخرى، عطفاً على أمرين، الأول: الشخصيات الاعتبارية للمنتمين إليها، وثقلها في المجتمع، والآخر: ما نسمعه ونقرؤه من نزاعات وخصومات يستمر بعضها لسنوات طويلة ولا تنتج سوى مزيد من البغضاء والمشاحنة بين أفراد الأسرة الواحدة، والمجتمع الواحد..

يسوق القائمون على الموقع عدداً من الأسباب يصفونها بالعقبات والمعوقات التي تعمل اللجنة جاهدة على تخطيها ومنها:

1- كون المخاطب صعب المراس لا يمكن إقناعه بسهولة فهذا يحتاج إلى جهد ووقت. بل ربما يدعو الأمر إلى استخدام الوسائط والوجهاء لإقناعه..

2- إذا كان الصلح على مال فإن اللجنة تواجه صعوبة في تقدير هذا المال المرضي للطرفين. وصعوبة في ضمان تحصيله، ومتابعة ذلك حتى لا يحتدم الخلاف بينهما مرة أخرى!

3- إذا لم يتفق الطرفان على الصلح بحيث رضي أحدهما به ولم يرض الآخر!

- شخصياً، الذي أتمناه من لجان إصلاح البين في هذا المقال ثلاثة أمور:

أولاً: أن يكون لها تنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية لإيجاد آلية توعوية فاعلة - عامة وخاصة - للحد من تطورات القضايا الشخصية والعمل على علاجها بشكل جذري.

ثانياً: أن تلتزم هذه اللجان بإصدار بيان يعرض لمجالس المناطق، بعدد القضايا التي سعت فيها وأثمرت، نحن نسمع عن قضايا غريبة وصلت لمنحنيات صعبة؛ فقط لأننا تركناها تنمو دون أي تدخل أو إصلاح!

ثالثاً: توسيع قاعدة المشاركة في لجان الإصلاح لتشمل مشاهير الدعوة والإعلام والفن والرياضة - لا تستهينوا بأحد - ربما يمتلك لاعب كرة قدم مشهور، قدرة تأثير لا يمتلكها غيره!

الخلاصة: الإصلاح مقصد عظيم من مقاصد شريعتنا الإسلامية السمحة، التي حُلّل لأجلها بعض المحرمات، ورد في الحديث: لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث، وذكر منها الإصلاح بين الناس..