خرج المشاركون في الملتقى العلمي لتقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها بتوصيات وصفها الحضور بالقوية، مطالبين بتطبيقها على أرض الواقع. ومن أبرز التوصيات استقراء شبهات دعاة الفكر الضال، واستعراض دعاواهم وفتاواهم، وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم، وسائر خطاباتهم، ثم الرد عليهم بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع، وصياغتها في قالب سهل ميسر بحيث لا تبقى في مستوى النخب والخاصة، ونشر الجهود الفكرية على نطاق واسع، حتى يستفيد منها الجميع، على أن يتولى ذلك ذوو الكفاءاتِ العلمية والتخصصات الدقيقة والمهارات الحوارية، والعناية بالأبعاد الوقائية، وبث الوعي والفكر الصحيح والمنهج السليم. كما تضمنت التوصيات تفعيل شراكات مركز المناصحة مع المؤسسات التعليمية في مراحل التعليم المختلفة، وصولاً إلى شرائح الشباب والفتيات، وتحصيناً لها من المؤثرات التي تستهدف ولاءها للدين والوطن، وكذلك العناية بالشباب، وربطهم بالعلماء الربانيين، تحقيقا لحصانتهم من كل فكر منحرف، ومبدأ دخيل، ويؤكدون على تفعيل المناصحة الوقائية على مدار العام وفق خطط مدروسة بالشراكة مع الجهات الرسمية المهتمة بهذا الشأن، وذلك لبث الفكر الصحيح، والمنهج السليم بين أوساط الشباب في التعليم العام والعالي، وضرورة التكامل بين المتخصصين في العلوم الشرعية وغيرها من العلوم الاجتماعية والنفسية، للاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب في مجال الإرشاد والتوجيه والعلاج النفسي والاجتماعي.

ودعا المشاركون إلى دعم برامج المناصحة بالأعضاء وتفريغهم من مهامهم في جهات عملهم بشكل دوري، وإقامة الدورات التدريبية، وتأهيل علمي للمشاركين في لجان المناصحة، في جميع مناطق المملكة، ولا سيما في المهارات الحوارية، والقراءات الاستشرافية، والحس الأمني، وتوصية على تحفيز أعضاء لجان المناصحة بما يميزهم ويعينهم على أداء مهامهم، كالتأمين الطبي والاستفادة من مستشفيات قوى الأمن، ومنحهم بطاقات عضوية المركز لتسهيل مهامهم.

وطالبوا باستثمار وسائل الإعلام؛ التقليدية والحديثة في بيان جهود المناصحة، وتذليل سبل تقبُّلها لدى مختلف شرائح المجتمع، وبيان أهميتها وفضلها، وعرض المبادرات الناجحة في تطبيقات المناصحة، وطرق تقديمها إلى الآخرين، ووضع إستراتيجية إعلامية تبين الجهود التي تبذل في تحقيق الأمن الفكري، والاستفادة من أعضاء لجان المناصحة في ذلك.

إلى ذلك، أوضح الدكتور عبد الرحمن المطيري في ورقة بعنوان "المعالجة الصحفية لبرامج المناصحة والرعاية في الصحف السعودية" أن طريقة المعالجة الإعلامية تختلف من قضية إلى أخرى، فالقضايا محل الجدل والنقاش تكون فيها المعالجة الإعلامية غير حاسمة في توضيح الرأي الصائب في القضية، ويعود ذلك إلى منطلقات السوق من الربح والخسارة، وموقف الوسيلة الإعلامية من القضية نفسها هو المحرك الرئيس لتبني القضية من عدمها، أما في القضايا المصيرية التي تركز على ترابط المجتمع وتلاحمه، فإن المعالجة الإعلامية تكون أكثر وضوحاً، الأمر الذي يعد المحرك الرئيس والعامل الأساس في توضيح الأبعاد السلبية للقضية التي ربما تهدد وحدة وكيان المجتمع وترابطه وتماسكه، كما أنها تقوم بعمل اجتماعي من خلال المحافظة على المجتمع وعدم تفككه.

وقال المطيري "ركزت هذه الدراسة على المعالجة الصحفية لبرامج المناصحة والرعاية في الصحف السعودية اليومية، من خلال تحليل المواد الإعلامية التي تتناول موضوعات المناصحة، باستخدام منهج تحليل المضمون باستخدام عينة زمنية تمثلت في ثمانية الأشهر الأولى من عام (2013م)، كما تم اختيار عينة من الصحف اليومية السعودية تمثلت في صحف "الجزيرة، والوطن، والشرق، كما استعرضت الدراسة الأدبيات السابقة في موضوع الدراسة، والمرجعية النظرية.

وأضاف "خلصت الدراسة إلى أن صحف العينة تعطي مساحة تحريرية مناسبة للقضايا التي تتعلق ببرنامج المناصحة والرعاية، مع تركيز المساحة الأكبر على الموضوعات التي تأخذ طبيعة التقارير الإعلامية والتحقيقات والأحاديث الصحفية، كما أن الصحف السعودية تعتمد بشكل رئيس على المصادر الحكومية المتمثلة في وكالة الأنباء السعودية في كل ما يتعلق بموضوعات برنامج المناصحة والرعاية، وإن كان هناك تقارب بين بعض الصحف في مصادرها الذاتية.