لا شيء يعد بمشاهدة عرض أخاذ يسلب الألباب ويشد الانتباه أكثر من أن يكون الممثلون على قدر من البراعة، وأن تكون المناسبة على مستوى الطموح، والمسرح في أحسن حالاته وصوره التقنية.

هذا ما يجتمع اليوم في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، الذي يفتتح كذلك "جوهرة الملاعب" ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة في أول ظهور له في الأضواء، بعد ترقب طال لإطلاقه ووضعه في الخدمة.

وإضافة إلى "الجوهرة" بكل الإشعاع الذي تنثره حولها، وبكل القدرة على ليّ الأعناق إليها على مدى تسعين دقيقة قد تطول أكثر، فإن طرفي النهائي بدورهما قادران على تقديم متعة إضافية، ستجعل المشاهد حائرا بين متابعة ما يجري على المستطيل الأخضر، وبين ما يقدمه الملعب الذي يحتضن الحدث من إبهار.

لا خاسر اليوم.. وهذه مقولة ليست للاستهلاك، فالكل فائز.. لكن ثمة فارق بين فائز متوج سيعود إلى خزائنه باللقب والكأس الأثمن والأغلى، وسيقتحم كتب التاريخ؛ لأنه أول المتوجين على "الجوهرة"، وبين فائز اكتفى فقط بشرف المشاركة في النهائي والافتتاح.

ثمة فارق كبير بين بطل سيخلده لقبه تاريخيا، وبين مشارك في نهائي كبير، قد يطويه النسيان بعد حين.

فنيا، تبدو كل الاحتمالات مفتوحة على مباراة كبيرة، يحتاج طرفاها إلى قدرة استثنئاية للتخلص من عبء الضغط الذي تفرضه مباراة بهذه الأهمية، استحوذت على قدر استثنائي من الاهتمام؛ لمواكبتهتا حفل افتتاح المدينة، وإذا ما نجحا في تخطي ما يفرضه هذا الظرف من ضغط، فسنكون أمام مباراة كبيرة تليق بالحدث أولا، وبسمعتهما ثانيا.

يمتلك كلا الفريقين الأوراق التي تؤهله للقبض على الكأس، ففي الأهلي هناك استقرار، وخط بياني متصاعد، وراحة أكثر على المستوى البدني والذهني، مقارنة بما يعانيه الشباب من تعدد المشاركات على أكثر من صعيد. وفي الأهلي هناك روح معنوية في أحسن حالاتها بعد تخطي عقبة الجار اللدود في نصف النهائي.

وفي الأهلي هناك تنوع في الحلول وسبل مباغتة الخصم.

وبالمقابل، ففي الشباب رغبة، وقوى ضاربة، وإمكانات استثنائية يمكنها أن تقدم "الليث" مكشرا عن أنيابه، طامعا بالتهام مضيفه.

في الشباب ثمة إرهاق، وتذبذب بعض الأحيان في المستوى، لكن في مباراة نهائية يمكن لكل هذه العوامل أن تتراجع لحساب العزيمة، والفريق الذي يمتلك هذه العزيمة ويستطيع تطويعها لمصلحته.