أكد لاعب فنجا العماني المحترف السابق في فريق الاتحاد أحمد حديد، تلقيه عروضاً شفهية خلال الصيف الماضي من ناد سعودي وآخر إماراتي، وأنه فضل حينها عدم الخوض في تفاصيلها كونه عائدا من إصابة، مفضلاً العودة إلى الدوري العماني واللعب لفنجا بعقد يمتد لموسم واحد، بحثاً عن الاستقرار، وحتى يعود بشكل أفضل بعد الإصابة التي لحقت به في منتصف الموسم الماضي.

ذكريات "العميد"

وقال حديد في حديث لـ"الوطن"، "عودتي للدوري العماني ليست غريبة، فقد بدأت من هنا، وفنجا يضم كوكبة من اللاعبين الدوليين، ونحن الآن نقدم مستويات جميلة نتمنى أن نختمها ببطولة أو بطولتين في نهاية الموسم"، ممتدحاً دوري بلاده، خاصة وأن هذه هي السنة الأولى في تطبيق دوري المحترفين، مشيراً إلى أن الرياضة العمانية لا تزال تحتاج كثيراً حتى تصل إلى القمة.

ونفى حديد تلقيه أي عروض سعودية خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، سواءً رسمية أو حتى شفهية، مؤكداً أنه في حال تلقيه عرضا لن يمانع بالعودة، مشيراً إلى أن الفترة التي عاشها في الاتحاد لا تنسى، وربطته علاقة حب بجماهيره وكذلك اللاعبين، مستدركاً "نحن في عصر الاحتراف وكل شيء وارد، ولكن يبقى الاتحاد أولاً في قلب حديد".

إحلال خاطئ

وعن ناديه الاتحاد، أبان حديد من مقر إقامته في مسقط، أن "الأوضاع غير صحية كما يشاهد الجميع"، مشيراً إلى أن رجالات الاتحاد الأوفياء وجماهيره قادرون على إعادة الفريق إلى مساره الصحيح، متمنياً من الجميع الصبر على اللاعبين الصغار، وقال "هناك مجموعة أسماء شابة مميزة في الاتحاد وبحاجة فقط للصبر".

وشدد على أن الإحلال مفيد لأي فريق حتى يستمر في حصد البطولات، إلا أنه انتقد تطبيقه على الطريقة الاتحادية، معتبراً إبعاد العمود الفقري من لاعبي الخبرة "خطأ كبيرا"، لحاجة العناصر الشابة لخبرتهم وتوجيهاتهم ودعمهم"، مضيفاً "حتى وإن كان لديك لاعبون مميزون صغار فإن إقصاء الأسماء صاحبة الخبرة في توقيت واحد أمر غير منطقي، لأن الدوري يحتاج نفساً طويلاً وقوة إرادة، وفي السعودية هناك إعلام قوي وأندية قوية، ولا توجد هناك مباراة سهلة، فقد تخسر مباراة وتتأثر، خاصة بالنسبة للاعب حديث التجربة، وهنا تأتي أهمية لاعب الخبرة الذي يوجهه بالشكل السليم ويعيده إلى أجواء المباراة"، موضحاً أنه "مع الإحلال ولكن بتدرج وليس بصورة مفاجئة".

نور والاتحاد

وأكد حديد أنه لم يكن يتوقع رحيل قائد الاتحاد محمد نور إلى أي ناد آخر، كاشفاً عن تلقيه اتصالات كثيرة من مشجعين اتحاديين في سلطنة عمان يسألونه عن حقيقة خبر انتقال نور إلى النصر، مستدركاً "هذه كرة القدم، نعم تمنيت استمراره مع الاتحاد ولكن لا أعلم ماذا حدث، وأتمنى له التوفيق مع النصر"، مبيناً أن نور قيمة كبيرة لأي ناد، والآن أضاف الشيء الكثير للنصر الذي وصفه بالفريق الكبير وكل العناصر الموجودة تساعد بعضها.

قائدان في النصر

وأبدى حديد اختلافه مع من يردد أن وجود قائدين، كحسين عبدالغني ومحمد نور، في فريق واحد قد يضر بالفريق، مؤكداً أنه بعيد عن النصر ولا يعلم ماذا يدور داخله، إلا أنه من خلال متابعته للدوري يرى أن لهما دورا كبيرا في وصول النصر إلى هذه المرحلة من تجانس اللاعبين وحتى ارتياحهم داخل الملعب، حيث يلعبون وهم مستمتعون، وزاد "أعتقد أن وجودهما معاً له دور كبير، والتنافس السابق بينهما كان داخل الملعب فقط، والآن اتفقا على مصلحة النصر"، وأكد أنه من خلال متابعته لدوري جميل يرى أن المنافسة لا تزال محصورة بين النصر والهلال.

بيئة محفزة

وكشف حديد أن سر نجاح مواطنيه في الدوري السعودي يعود إلى قوة منافساته، موضحاً "عندما تلعب في دوري كبير وتتنافس مع لاعبين كبار فهذا يمنحك الدافع والرغبة لتقديم أفضل ما لديك، وأعتقد أن أي لاعب عماني أو حتى من أي بلد آخر عندما يحترف في الدوري السعودي يجد منافسة شديدة من لاعبين سعوديين في ناديه، وسيجد نفسه في حال تراخيه خارج حسابات المدربين، فالمجاملة غير موجودة هناك والأفضل هو من يلعب".

مضيفاً "البيئة الاجتماعية في السعودية أيضاً تساعدك على النجاح، فالسعوديون يشعرونك بأنك بين أهلك، وهنا دعني أتحدث عن تجربتي مع الاتحاد حيث شعرت أنني بين أهلي وفي بلدي ولست لاعباً محترفاً، فالكل ساعدني لأنسجم مع الفريق وأقدم أفضل ما لدي، وأعتقد أن هذا ساعد جميع اللاعبين العمانيين الذين سبق واحترفوا في الدوري السعودي".

إعلام قوي

وامتدح حديد الإعلام السعودي، مؤكداً أن من إيجابيات الدوري السعودي وجود إعلام قوي جداً يتحدث عن المباريات بتفاصيلها، متمنياً أن يكون لديهم في عمان إعلام مماثل، مستدركاً "مع ذلك إذا استمع اللاعب إلى الإعلام وركز عليه أكثر من تركيزه داخل الملعب تصبح هناك مشكلة، وتبقى هناك أمور خارج الملعب لا يجب الحديث عنها في وسائل الإعلام، وليس من حقه التجريح في اللاعب".

تفوق آسيوي

وعلى صعيد آخر، أكد حديد أن تراجع نتائج المنتخبات الخليجية، يعود إلى تقدم المنتخبات الأخرى في القارة، مشيراً إلى أن المنتخبات الخليجية "وصلت إلى مرحلة من النجاح والتفوق ثم توقفت عند هذه المرحلة عكس نظيراتها في شرق القارة التي عملت على نفسها وتطورت أكثر".

مبيناً أن "المشكلة تكمن في تحضير فرقنا ومنتخباتنا لأي مشاركة، فعندما نستعد لبطولة مهمة كبطولة دوري أبطال آسيا نبدأ قبلها بشهرين إلى ثلاثة، بينما الآخرون يبدؤون التحضير لها بمدة تصل إلى سنوات، فعندما يفرغون من المشاركة في كأس العالم أو كأس أمم آسيا يبدؤون الاستعداد للتي تليها فوراً".

وأشار إلى أنهم في المنتخب العماني وبعد تحقيقهم كأس الخليج خرجوا بعدها من بطولتين متتاليتين مبكراً وبطريقة غريبة وبـأداء سيئ، وأضـاف "حاليـاً لدينـا مجموعة شابة مميزة وأتمنى من الجمهور الصبر عليهم، فلديهم أمور إيجابية ويحتاجون إلى الدافع وهم قادرون على إبرازها".