أكتب عن "نوايا الغيم" للشاعر علي الضوي، عن مجموعة كأسها مترعة بالحبر، والحافة تسيل بالحبور!

شيء ما في شعر علي الضوي يحيلك إلى هدهدة ومهد، يتخلص من التحريض ومن الإعلان ومن الدعاية بفرادة، لا أشك في أنه يدرك لذتها، ولا أثق في أنه يدرك عواقبها! شعره لن يُعرض في سوبر ماركت ولن يتم تداوله في مؤتمرات: كلمات تنهزم أمام الضجيج والمتاريس والمشروبات الغازية، ولا تعرف شكلا للانتصار أشرف من هزيمة كهذه!

جزء من شعره يمنح الأشياء معاني جديدة، يتلمسها بأصابع لم يسبق لها أن لمست شيئا من قبل، يشدك هذا ويشدني، غير أن ما يسحرني هو الجزء الآخر، النقيض، الجزء الذي لا يفعل شيئا غير تخفيف الأشياء من كل ثقل تورطت به إثر قبولها لمعان سابقة..، والسحر يكمن في تنازل تلك الأشياء عن حمولها واحتمالاتها بيسر ومن غير مبالاة، حتى أنها لا تطالب بتعويض أو بدائل: الشاعر يصنع آفاقا

وعلى القارئ أن يجعلها مجيدة!، يصعب في زمن التصويت مدفوع الثمن أن تجد شاعرا، يُقبل على قارئه بكل هذا الوثوق من قدراته وبكل هذا الإيمان بما لدى قارئه من حس أصيل.

في "نوايا الغيم" يمكنك أن تثني غصنا، أما أن تثني عزما فلا!.