الكثير من التساؤلات التي رسمها أعضاء مجلس الشورى، عن دور "الدبلوماسية السعودية" فيما يجري من أحداث بالمنطقة، وتحديدا لناحية التحالفات الجديدة التي بدأت تطفو على السطح، وإعادة رسم خارطة المنطقة بشكل جديد.

وجاءت تلك التساؤلات خلال النقاشات التي دارت حول تقرير "وزارة الخارجية"، فيما كال أعضاء انتقادات للجنة الشؤون الخارجية بالمجلس.

وركزت لجنة الشؤون الخارجية في دراستها لتقرير "وزارة الخارجية"، طبقا للأعضاء على بعض الأمور الإجرائية والإدارية، وتجاهلت المهم، والذي يتعلق بالرؤية الشاملة للمملكة تجاه ما يجري من أحداث في الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط.

وجرت أهم المداخلات التي طرحت في جلسة الأمس، على لسان العضو الدكتور عبدالله الظفيري، الذي طالب بحضور وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير بندر بن سلطان تحت القبة، لمناقشتهما والاستماع منهما لرؤية المملكة للأحداث الإقليمية المشتعلة.

وبدأ الظفيري حديثه بانتقاد تقرير لجنة الشؤون الخارجية، الذي جاء في 3 صفحات فقط، بينما أن تقرير الوزارة وقع في 189 صفحة. وقال "تقرير اللجنة يخالف الواقع".

وأثار الظفيري تساؤلات حول عدم قيام اللجنة باستطلاع مسؤولي وزارة الخارجية الذين حضروا لأحد اجتماعاتهم على مستوى رفيع، مما يجري في المنطقة التي تمر منذ بضعة سنين بأحلك الظروف في وقت يعاد فيه رسم خارطة المنطقة وتشكل تحالفات جديدة.

وقال "بالأمس كانت دولتان تتقاذفان وصفي "محور الشر" و"الشيطان الأكبر"، واليوم تشهد علاقاتهما تقاربا.. أين اللجنة مما يحدث؟" كذلك، تطرق الظفيري إلى ما يرى أنه انخفاض لنشاط "الدبلوماسية السعودية" في الأزمة السورية، خلافا لما كان عليه الأمر في بداية الأزمة، واستذكر كلام الأمير سعود الفيصل بالجامعة العربية حينما قال "من الصعب كدولة عربية أن نسمن الضحية لكي يقتلها المجرم"، فيما ذكر أن من أبرز التحديات التي تواجه المملكة الآن تدهور الأوضاع في العراق والتهديد الحوثي باليمن، مشددا على أنه كان من الضروري أن تكون كل تلك الأمور حاضرة في نقاشات اللجنة مع مسؤولي الوزارة حينما استضافتهم.

واتفق العضو الدكتور خالد العقيل، مع ما ذهب إليه الظفيري، وأكد أن المملكة تواجه سياسات عدائية مدروسة لتشويه صورتها رغم مساعداتها الإنسانية السخية. وكانت لجنة الشؤون الخارجية قد دعت في تقريرها على لسان رئيسها الدكتور عبد الله العسكر، إلى تفعيل ما أسمته بـ"الدبلوماسية الشعبية"، والتوسع بافتتاح البعثات في الخارج، والنظر بمعاناة الدبلوماسيين السعوديين بالخارج مع غلاء الأسعار، والبت في شكاوى المبتعثين وحل مشاكلهم التي قال إنه يتم حجبها عن إدارات شؤون السعوديين من قبل الملحقيات الثقافية من باب الستر.