النجاح في كثير من المنظومات الرياضية الكروية في العالم يحاكي بشكل أو بآخر مضمون الآية الكريمة عنوان هذا المقال من خلال الاستفادة من الأشخاص الأقوياء الأمينين وليس الضعفاء الوصوليين الباحثين عن الشهرة والمال.
قائد المنظومة الرياضية يجب أن يمتلك القوة والشجاعة لقيادة المركبة بعزيمة واقتدار حتى وإن كانت قراراته قاسية أو مؤلمة أو ضد مصالح البعض، فهذا لا يهم لمن أراد أن يحقق النجاح والإنجازات.
هناك أسماء عالمية كبيرة اشتهرت بقوة الشخصية في مجال الرياضة على سبيل المثال عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الذي أسهم بقوته في حصول أفريقيا في مونديال 1998 على (5) مقاعد عندما هدد بالانسحاب في حال عدم تنفيذ طلبه.
جواو هافيلانج كان قائدا قويا جدا في (فيفا) واستمر رغم أنف الأوروبيين رئيسا لمدة (24) سنة، وطور الفيفا وزاد عدد البطولات والمنتخبات المشاركة من 16 إلى 32 وكانت له كلمة قوية في التنظيم والإدارة الرياضية، وأعطى الفيفا الهيبة والاستقلالية (رغم أنه بطل أولمبي في السباحة) حتى صارت فيفا أقوى بكثير من بعض الدول وتتحكم في اللعبة وفي الاتحادات الوطنية على مستوى العالم.
بلاتر أيضا كان أمينا عاما للفيفا لمدة 20 عاما تقريبا قبل أن يترأسه، وأسهم بقوة شخصيته في مزيد من التطوير والتوسع في الإيرادات المالية وفي البطولات والإجراءات والانتشار للعبة.
السيد محمد بن همام القطري أيضا أسهم بقوة شخصيته في تطوير مسابقات الاتحاد الآسيوي ونجح كثيرا في فرض أسلوبه وإرادته على المسابقات الآسيوية في المنتخبات والأندية، وقدم أنموذجا في دوري أبطال آسيا يضاهي البطولات الأوروبية في القوة والتنظيم والانضباط.
محليا لا يمكن أن نتجاوز القوي الأمين فيصل بن فهد، الذي صنع رياضة وطن وإنجازات دولة وبنية تحتية تتجاوز السبعين منشأة، واتخذ قرارات قوية مثل "تفرغ الرياضيين" الذي خدم الرياضة على مدى أجيال، وكذلك الكادر الوظيفي للجنة الأولمبية وتحويل مديرية رعاية الشباب التي كانت إدارة في وزارة الشؤون الاجتماعية إلى رئاسة مستقلة لها ميزانيتها وهيكلها التنظيمي.
إن الضعفاء لا يصنعون النجاح لأنفسهم ولا يجلبونه لغيرهم بل إنهم سبب في تدهور العمل وإسقاط المسؤولين، الذين اعتمدوا عليهم وتوقعوا أن وجودهم كضعفاء لا يناقشون ولا يعترضون ولا يقولون الحقيقة للمسؤول الأول هي الطريقة المثلى للنجاح.
لا يمكن لمن يرغب في النجاح والإنجازات والتميز والإبداع أن يجلب الضعفاء البلداء البؤساء، الذين همهم إرضاء المسؤول وعدم مناقشته خوفا على ضياع مناصبهم ووجودهم رغم سوء ما يقدمونه للمنظومة.
إنني ومن خلال تجربتي الرياضية على مدى سنوات واطلاعي الواسع على معظم المنظمات الرياضية الناجحة على مستوى العالم أؤكد أن سبب النجاح هو وجود "القوي الأمين"، والأمانة هنا كما ورد في بعض التفاسير رمز لما يستلزمه الإيمان بالله تعالى من المحامد كالإخلاص والأمانة والصدق والصبر والمروءة.