في الوقت الذي تقوم فيه بتفقد السلعة الغذائية التي تنوي شراءها، ثم تقوم بتفحص مكوناتها الغذائية، وقراءة بطاقتها التعريفية داخل السوق المركزي، فأنت لا تفعل شيئا ذا جدوى، سوى أنك تعرض نفسك للكثير من الاتهامات، التي ستنهال عليك من حولك كـ"إصابتك بالوسواس القهري"، و"تعرضك لمرض الشك الدائم"!

أما لماذا؟، فلأن الكثيرين لا يعون ما الذي تقوم به بالضبط، بعضهم سيظنك لم تجد اسم المنتج الذي بين يديك، لذا سيتبرع بإرشادك لاسمه قبل أن يتهمك بالغباء المركب، إضافة إلى كل الاتهامات السابقة!.

أما بعضهم فهو يعي ما تفعل بالتحديد، إلا أنه يعي أيضا أن مستوى "الصدق" ينخفض إلى أدنى مستوياته، حين يتعلق الأمر ببطاقة المواد الغذائية المكتوبة على جانب المواد الغذائية، وذلك حين تقوم بعض الشركات المنتجة لهذه السلع بنشر كل المحتويات المسالمة مع الصحة بكل النسب والتراكيز الحقيقية لها، إلا أنها لن تقوم بنشر تلك المحتويات الأخرى التي قد تحول شخصا بكامل عافيته إلى مريض دائم في مراكز الأورام لا قدر الله!.

أؤمن جدا أن لدينا قصورا في مسألة الوعي الصحي بكامل مستوياته، إلا أن ذلك ليس "مبررا" على الإطلاق لأن تجد أصنافا غذائية دون بطاقة تعريفية أصلا، وليس "تعليلا" مناسبا لأن تخفي الشركات الغذائية المواد الضارة أو تلك الأخرى التي تسبب الحساسية لبعض المرضى، وليس "سببا" وجيها لأن تكتفي الجهات المسئولة بالفرجة دون أن تسهم في منعها، خاصة أن جولة واحدة في أقرب سوق مركزية من حولك ستكشف لك عن مواد غذائية تكفي لملء مستشفيات منطقتك بمرضى في أقسامه كافة!

الدكتور عبدالله الرشود، الخبير بشؤون الأغذية ـ ووفقا لصحيفة الرياض ـ يتحدث عن "أن الكثير من المواد المضافة للأطعمة تجد منعا صارما في الكثير من الدول؛ لتأثيرها المباشر على الأطفال كزيادة النشاط وقلة التركيز وبعض أنواع الحساسية، والتأثير على مستوى الذكاء لدى الأطفال"!، وهو الأمر الذي يدفع بتلك الشركات الغذائية المنتجة لتلك المواد لتغير مسار رحلات موادها الغذائية إلى هنا، حيث البيئة الأنسب لانتعاشها والسوق الآمن لرواجها!.