بعد أن هدأت عاصفة الإعلام، الحديث والتقليدي، الخاص والرسمي، حول جريمة حيّ السويدي بالرياض، التي قتل فيها مواطن سعودي، مقيماً هندياً في وسط الشارع، أريد أن أقول، من زاوية إعلامية:

الذي لا يعرف تاريخ الإعلام، وبالذات الصحفي منه، كانت هناك جرائد، انتشرت في فترة من الفترات، أطلق عليها مسمى الصحافة الصفراء، وكانت هذه الصحافة، مهمتها الأساسية، والواحدة والوحيدة، هي نشر أخبار الجرائم والفضائح، والـ"يوتيوب" والـ"واتس أب" اليوم، كوسائل ناقلة للخبر هي في غالبية ما تنشر صحافة صفراء فاقعٌ لونها، لكنّها لا تسرّ الناظرين.

الملاحظ على إعلامنا الحديث، من صحف إلكترونية و"يوتيوب"، ووسائل تواصل كالـ"واتس أب"، في الآونة الأخيرة، هو أنها أخذت طابع إعلام الجريمة كما أسميه، فلا يمر يوم واحد، دون خبر أو صورة أو مقطع فيديو، كلها جرائم، وفضائح، وهذا لا يعيب هذه الوسائل الإعلامية الحديثة بذاتها، فهي ناقل فقط، وإنما يعيب مستخدميها والقائمين عليها.

أعجبني كاريكاتير لا أدري لأي رسام، لكنه رسم مجرم السويدي وهو يطعن العامل، بينما يقف بجانبهما شاب متهندم وأنيق يمسك بجواله ويصوّر المشهد مبتسماً.

هذا الشاب، هو بالضبط، إعلامنا الحديث.