بذكاء بالغ أدار رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله آل الشيخ عددا من الاعتراضات التي تقدم بها أعضاء المجلس خلال جلسة أمس، سواء فيما يتعلق بازدواجية عملية الاقتراع السرية التي خاضتها اللجان المتخصصة الـ13 لاختيار رؤسائها ونوابها، أو فيما يتعلق بنظامية التمديد لمن يشغلون هذين المنصبين أكثر من مرتين خلال الدورة الواحدة.
وشهدت جلسة الشورى أمس 5 نقاط نظام لأعضاء معترضين وآخرين مدافعين، عن سلامة الإجراءات التي شهدتها عملية اقتراع رئيس ونائب رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض. وكان أول المعترضين عضو الشورى الدكتور لطيفة الشعلان التي أبدت استغرابها من عدم تحقق العدالة في مسألة اختيار الرئيس ونائبه في اقتراع اللجنة، نظرا لأن الأعضاء حيدوا أسماء غائبة عن الدخول بالمنافسة، بحجة أنه لا يحق لهم إلا في حال حضورهم، فيما أن المسألة كانت مختلفة في لجنة الشؤون الصحية والبيئة، إذ تم اختيار العضو منى آل مشيط نائبة للرئيس، وهي لم تحضر.
وطالبت الشعلان رئيس المجلس بشرح الإجراء الصحيح المتبع في مثل هذه الحالات، وازدواجية المعايير بين لجنة وأخرى، مما أفقد عملية الاقتراع العدالة المطلوبة في اللجنة التي تم ترشيحها فيها، على حد تعبيرها.
وحاول الدكتور عبد الله آل الشيخ احتواء الموضوع بإحالته السؤال للأمين العام، الذي أكد بدوره أنه ليس هناك نظام معمول به ينص على عدم دخول الأعضاء الغائبين عن عملية الاقتراع للمنافسة على رئاسة اللجنة، غير أن إجابة الأخير زادت إصرار العضو لطيفة الشعلان على معرفة ملابسات ما حصل في اقتراع لجنة حقوق الإنسان، وحينما واجهها الرئيس بالمسؤول الذي أحالها لهذا الإجراء قالت "أطلب من الدكتور ناصر الشهراني أن يتحدث"، ليقطع آل الشيخ الجدل بتأكيده انتهاء الموضوع بتصويت المجلس على الموافقة على رؤساء اللجان ونوابهم بالأغلبية.
وما إن انتهى الجدل في هذه النقطة حتى طلب أحد الأعضاء التحدث، قبل أن يعطيه رئيس "الشورى" المجال، ظنا منه أن لديه ما يوضحه أو ينقذ الموقف، قبل أن يقع في فخ مداخلة ملغومة، قال فيها العضو إن المادة 48 من قواعد عمل المجلس واللجان المتخصصة، تنص على أن "تحدد مدة اللجان المتخصصة بسنة، وتحدد مدة رئيس اللجنة ونائب الرئيس بسنة، ويجوز إعادة ترشيح كل منهما لمرة واحدة فقط"، وهو ما ليس معمولا به، إذ إن هناك عددا من الرؤساء والنواب تم التجديد لهم لنحو 3 مرات، على حد تعبيره، قبل أن يقطع آل الشيخ الطريق عليه بالتأكيد أن ذلك حدث فقط في الدورة الماضية، ولا علاقة لهذه الدورة بما جرى.
العضو الدكتور عبد الله الظفيري، الذي اختير رئيسا للجنة حقوق الإنسان والعرائض، رد على العضو الشعلان بتأكيده أنه لم يمارس أي منع في عملية الاقتراع، وحتى من كانوا غائبين تم إشراكهم بالتصويت عبر من أنابوهم، فيما شدد العضو الدكتور راشد الكثيري على أهمية أن يستشعر عضو المجلس أهمية مثل هذا الحدث، وأن من لم يحضر يتحمل نتيجة غيابه إن لم يكن لديه عذر شرعي يمنعه من الحضور كتمثيله المجلس في مهمة رسمية، أو مرض قاهر منعه من الحضور.
إلى ذلك، وافق مجلس الشورى على مشروع الإستراتيجية الوطنية للشباب في المملكة بالتعديلات المرفقة على المشروع بخصوص تأهيل القيادات الشابة والاهتمام بالمحور الترفيهي واتساقه مع الهوية الإسلامية للدولة. كما وافق على إنشاء مجلس أعلى للشباب يتولى الإشراف على تنفيذ الإستراتيجية وخططها والمتابعة والتقويم وتنسيق الجهود والبرامج بين القطاعات المختلفة، داعيا في قراره الجهات المعنية وذات العلاقة بالإستراتيجية للالتزام بما ورد فيها وتوفير كافة متطلباتها المالية والبشرية. وفي موضوع آخر، طالب المجلس – في قرار آخر أصدره بالأغلبية – هيئة الرقابة والتحقيق بإعادة النظر في المنهجية التي تتبعها لرصد المخالفات التي تقع في الأجهزة الحكومية، وكيفية معالجتها على نحو يضمن سرعة تصحيح الوضع ويختصر الوقت والإجراءات لدى الهيئة والجهة محل الملاحظة. كما وافق على دراسة إنشاء هيئة مستقلة تكون معنية بالإشراف على المشاريع الحكومية ومتابعة تنفيذها.
4 عضوات يفزن بمناصب نواب رؤساء اللجان
استحوذت 4 عضوات بمجلس الشورى على مناصب نواب رؤساء أربعة لجان متخصصة خلال جلسة المجلس أمس. وأوضح مساعد رئيس المجلس الدكتور فهاد الحمد في تصريح له عقب الجلسة، أن المجلس وافق بالأغلبية على تكوين لجانه المتخصصة لأعمال السنة الثانية من الدورة السادسة. كما وافق على تسمية رئيس كل لجنة ونائبه عقب اجتماع اللجنة، بحسب المادة الخمسين من قواعد عمل المجلس واللجان، وذلك على النحو الآتي:
• لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية: الدكتور إبراهيم البراهيم رئيساً والدكتور فالح الصغير نائباً.
• لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب: عبدالعزيز الهدلق رئيساً والدكتورة هيا المنيع نائباً.
• لجنة الإدارة والموارد البشرية: الدكتور محمد آل ناجي رئيساً وعطا السبتي نائباً.
• لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة: صالح الحصيني رئيساً والدكتور فهد العنزي نائباً.
• لجنة الشؤون الأمنية: الدكتور سعود السبيعي رئيساً والدكتور نواف الفغم نائباً.
• لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي: الأمير الدكتور خالد آل سعود رئيساً والدكتور مشعل السلمي نائبا.
• لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية: الدكتور راشد الكثيري رئيساً والدكتورة زينب أبو طالب نائباً.
• لجنة الشؤون الخارجية: الدكتور خضر القرشي رئيساً وهدى الحليسي نائباً.
• لجنة الشؤون الصحية والبيئة: محسن الحازمي رئيساً والدكتورة منى آل مشيط نائباً.
• لجنة الشؤون المالية: الدكتور سعد مارق رئيساً والدكتور حسام العنقري نائباً.
• لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة: محمد المطيري رئيساً والدكتور علي الطخيس نائباً.
• لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: الدكتور سعدون السعدون رئيساً والدكتور جبريل عريشي نائباً.
• لجنة حقوق الإنسان والعرائض: الدكتور عبد الله الظفيري رئيساً والدكتور ناصر الشهراني نائباً.