في شهر سبتمبر 2013 تساءلت في "صحيفة العرب القطرية" قائلا: ما علاقة الصلات والاتصالات التي تربطنا ببعض، بالمواقف السياسية لبلداننا؟

لكل دولة من دول العالم سياسات خارجية معينة، ربما لا يرتضيها حتى بعض أبناء شعبها، فلماذا يؤخذ البريء بذنب المخطئ؟!

لك حق أن ترفض السياسي، لك حق أن تحاربه، لك الحق أن تناصبه العداء لو سمحت لك أخلاقك ومبادئك، لكن أبدا، أبدا، ليس من حقك أن تسحب مواقفك تلك نحو أسرته وأولاده وأشقائه وأبناء عمومته وقبيلته ومجتمعه، إلى آخر هذه الدوائر الإنسانية، فقط لأنه لا علاقة لهم بمواقفه السياسية، أو قراراته التي لم تَرُق لك أو تلك التي تضررت منها.

واليوم، ونحن على مشارف مايو 2014، أقول طالما أن الأمور بين دول مجلس التعاون الخليجي قد تجاوزت اختلاف وجهات النظر، نحو الخلافات العميقة، فلا بد على جميع السياسيين في مجلس التعاون الخليجي أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية.

ليس صحيحا ما يثار أن الأزمة انتهت، اكتشفنا أن ما يثار خلال هذين اليومين غير دقيق، هي آمالنا سبقت الواقع، أحلامنا الوردية قفزت على الحقيقة المرة.

الأزمة ما تزال قائمة، والذي سيدفع الثمن هو الشعب الخليجي وحده، نحن نتحدث عن بقعة جغرافية متلاصقة، ذات ديانة، وعادات، وتقاليد، وأصول واحدة، وعلاقات نسب، ومصاهرة، وأواصر قربى، وصلات رحم عميقة، كل القواسم المشتركة تدفع نحو رأب الصدع، وإقامة البناء على أسس وأساسات متينة لا تهزها الأزمات.

لا بد من تقديم التنازلات من جميع الأطراف دون استثناء، حينما يتقدم أخوك خطوة نحوك، يجب أن تتقدم نحوه خطوتين، التقدير والاحترام هما اللغة السائدة بين قيادات دول الخليج، والتي يجب أن تبقى.

يا حكام الخليج: افعلوا شيئا من أجل الروابط التي تربط الشعوب الخليجية ببعضها، الأزمة طالت، والوقت ليس في صالحنا، المستفيدون من هذه الأزمة معروفون لدينا، والسماسرة معروفون، وتجار الأزمات هم الآخرون معروفون، الفاتورة مرتفعة، والشعوب الخليجية وحدها من سيدفع الثمن في النهاية.