استدعي حكام الأقاليم الأفغانية وقادة أمنها وكبار المسؤولين الميدانيين في حركة طالبان إلى منطقة وزيرستان الشمالية الحدودية هذا الشتاء، في تطور غير مسبوق من نوعه، لتلقي التكتيكات بشأن العمليات العسكرية العام المقبل والتغييرات الجذرية في التشكيلات الإدارية بكوادرها، تزامناً مع رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان نهاية العام المقبل. وكشف مصدر أفغاني مطلع أمس، أن قادة طالبان الأفغانية قيل لهم في مراكز التدريب في منطقة "ميرانشاه" الباكستانية إنه يجب على الحركة أن تثبت وجودها ميدانياً وتسيطر على أكبر قدر من الأراضي الأفغانية في الأشهر الثلاثة الأولى من الربيع المقبل تزامناً مع ذوبان الجليد ورحيل القوات الأجنبية من هذا البلد في حين تستقبل أفغانستان نقل سلطة سياسية عبر انتخابات في أوضاع أمنية هشة.

وأشار المصدر إلى أن عناصر الاستخبارات الباكستانية "آي إس آي "تترقب أنشطة طالبان ويترددون على اجتماعاتهم في لباس طالبان ويعطون أوقاتاً للمشاركة في التحدث والمناقشة إلى جانب أن كل مجموعة من 12 شخصا عليها مراقب واحد من الاستخبارات الباكستانية".

ويأتي التطور الأخير في الوقت الذي توقعت فيه الاستخبارات الأميركية تقوض مكاسب الحرب الأفغانية بشكل كبير بحلول 2017 حتى إذا بقيت بعض القوات الأميركية في هذا البلد، مشيرة إلى أن أفغانستان ستسقط بسرعة في الفوضى إذا لم توقع واشنطن وكابول على اتفاقية أمنية للحفاظ على وجود عسكري دولي هناك بعد 2014.

وذلك ردا على مماطلة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي في التوقيع على اتفاقية أمنية من شأنها السماح للقوات الأميركية بالبقاء في أفغانستان بعد 2014.

ميدانياً، قتل مدنيان وأصيب 8 آخرون على الأقل (هم أفراد عائلتين) بانفجار استهدف حافلة ركاب مدنية في منطقة "مايواند" بولاية قندهار بالجنوب الأفغاني.

على صعيد آخر، أعلن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، أن الجيش بأسره يؤيده وأنه مستاء من محاكمته بتهمة الخيانة العظمى. واتهم مشرف الحكومة الحالية بالسعي وراء سياسة الانتقام من وراء محاكمته، متهما رئيس الوزراء نواز شريف ورئيس القضاة السابق محمد افتخار تشودري بالتعاون سويا في تشكيل المحكمة الخاصة لمحاكمته بعد أن أقال نواز شريف من الحكم بانقلاب عسكري قاده عام 1999.

ونفى مشرف وجود صفقة مع الحكومة بإسقاط التهم ضده مقابل مغادرته البلاد والحياة بالمنفى، وقال إنه قرر البقاء في باكستان ومواجهة كافة القضايا ضده وإثبات براءته من التهم الموجهة إليه.